ارتفاع تاريخي.. أسعار الذهب تسجل قفزة غير مسبوقة مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار
سجلت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء ارتفاعًا قياسيًا جديدًا، مدفوعة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية وتزايد التوقعات بخفض وشيك للفائدة الأمريكية. كما ساهمت التوترات الجيوسياسية المستمرة والتحديات القانونية المتعلقة بالرسوم الجمركية في زيادة الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين.
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب في الأسواق العالمية
شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة اليوم لتصل إلى مستوى غير مسبوق في تاريخه، حيث ارتفع سعر تسليم سبتمبر الحالي مسجلًا أعلى قيمة على الإطلاق. في المقابل سجلت أسعار الفضة تسليم سبتمبر تراجعًا ملحوظًا في التداولات. يعكس هذا التباين تفضيل المستثمرين للمعدن الأصفر في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي التي تسيطر على الساحة العالمية.
المعدن | التغيير | النسبة المئوية للتغيير | السعر الحالي للأوقية |
الذهب (تسليم سبتمبر) | ارتفاع بمقدار 5.20 دولارًا | +0.14% | 3643.30 دولارًا |
الفضة (تسليم سبتمبر) | تراجع بمقدار 54.80 سنتًا | -1.32% | 40.878 دولارًا |
تراجع الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية تدعم المعدن الأصفر
يُعد ضعف الدولار الأمريكي أحد المحركات الرئيسية لارتفاع أسعار الذهب اليوم، حيث يتراجع مؤشر قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى إلى حوالي 97.25 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر يوليو الماضي. عادة ما يؤدي ضعف الدولار إلى جعل الذهب، المقوم بالعملة الأمريكية، أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يزيد من جاذبيته.
كما تتزايد التكهنات بأن البنك المركزي الأمريكي قد يخفض أسعار الفائدة في الأسبوع المقبل، مما يجعل حيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا أكثر جاذبية مقارنة بالاستثمارات الأخرى التي تتأثر بالفائدة. جاءت هذه التوقعات مدعومة ببيانات اقتصادية رسمية حديثة كشفت عن ضعف سوق العمل في الولايات المتحدة بشكل أكبر بكثير مما كان متصورًا خلال العام الماضي والشهور الأولى من العام الحالي. فقد أفادت وزارة العمل الأمريكية بأن إجمالي عدد الوظائف التي أضافها أصحاب العمل خلال الفترة من أبريل 2024 إلى مارس الماضي جاء أقل بنحو 911 ألف وظيفة عن البيانات الأصلية الصادرة في أوقات سابقة، مما يعزز فكرة تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
التوترات الجيوسياسية تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن
تواصل روسيا هجماتها على أوكرانيا متجاهلة التهديدات المتزايدة بفرض عقوبات أمريكية وغربية أشد صرامة. يعزز هذا المناخ من عدم اليقين الجيوسياسي الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب، الذي يُعتبر استثمارًا مستقرًا وموثوقًا به في أوقات الأزمات والصراعات الدولية. يتجه المستثمرون نحو شراء الذهب لحماية رؤوس أموالهم من التقلبات الحادة التي قد تشهدها الأسواق المالية في ظل تفاقم التوترات.
الرسوم الجمركية الأمريكية: تحديات قانونية وتجارية تؤثر على الأسواق
على صعيد آخر تواجه إدارة الرئيس الأمريكي تحديًا قانونيًا كبيرًا أمام المحكمة العليا الأمريكية بشأن صحة “الرسوم الجمركية المتبادلة” التي فرضتها الإدارة السابقة. كانت محكمة استئناف اتحادية قد اعتبرت هذه الرسوم “غير قانونية” في حكم صادر يوم 29 أغسطس الماضي.
إذا أيدت المحكمة العليا هذا الحكم، فإن الخزانة العامة لأكبر قوة اقتصادية في العالم ستخسر مليارات الدولارات من خلال رد الرسوم الجمركية للشركات الأمريكية، مما يضيف غموضًا جديدًا للمشهد التجاري والاستثماري. بالإضافة إلى الخسارة المالية المحتملة، قد يضعف هذا القرار الموقف التفاوضي للرئيس الأمريكي على الساحة العالمية. يدفع هذا الغموض الاقتصادي والتجاري المستثمرين نحو البحث عن ملاذات آمنة، مما يزيد من الإقبال على المعدن الأصفر كوسيلة للتحوط ضد المخاطر المحتملة.