يواصل ملايين المسلمين ذبح الأضاحي تزامنًا مع حلول عيد الأضحى المبارك، ومع بدء أول أيام النحر مباشرة بعد صلاة العيد، يتجدد التساؤل الهام الذي يشغل بال الكثيرين: ما هو حكم ذبح المرأة للأضحية بنفسها؟
وقت ذبح الأضحية: متى يبدأ وينتهي شرعًا؟
أوضحت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الوقت الشرعي لذبح الأضحية يبدأ مباشرة بعد صلاة عيد الأضحى في يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة. واستدلت بحديث النبي ﷺ: “إن أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحمٌ قدمه لأهله.”
وأضافت الدكتورة أبو قُورة، في تصريحات سابقة، أن جمهور العلماء أجازوا الذبح في اليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وذلك حتى غروب شمس ثاني أيام التشريق (الموافق 12 ذي الحجة). أما الشافعية فقد وسّعوا المدة لتشمل الذبح حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق (الموافق 13 ذي الحجة)، وهذا يمنح المسلمين مساحة أكبر، خاصة لمن لديهم ظروف خاصة أو يكونون على سفر.
ماذا يحدث إذا فات وقت الذبح الشرعي؟
شددت أبو قُورة على أن الشخص إذا فاته وقت الذبح الشرعي ولم يذبح إلا بعد غروب شمس آخر أيام التشريق، فإن ما يذبحه لا يُعد أضحية. في هذه الحالة، يعتبر ما يذبح صدقة بلحمٍ فقط، لأنه تم خارج الإطار الزمني المحدد شرعًا من النبي ﷺ.
هل يجب حضور صاحب الأضحية عملية الذبح؟
بيّنت الدكتورة إيمان أبو قُورة أن شهود الذبح ليس واجبًا ولكنه مستحب. فمن المستحب للمضحي، سواء كان رجلًا أو امرأة، أن يحضر أضحيته بنفسه، تأسّيًا بالنبي ﷺ الذي قال للسيدة فاطمة رضي الله عنها: “يا فاطمة، قومي فاشهدي أضحيتك، فإنه يُغفر لكِ بأول قطرةٍ من دمها”.
وأشارت إلى أن حضور الأضحية يحمل في طياته فضلًا كبيرًا. أما من لا يتقن الذبح، فيجوز له أن يوكّل غيره، سواء كان رجلًا أو امرأة، للقيام بهذه المهمة. ويمكن أيضًا شراء “صك الأضحية” من الجهات المعتمدة، حيث تقوم هذه الجهات بالذبح نيابة عن المضحي، ولا حرج في ذلك شرعًا.
هل يجوز للمرأة ذبح الأضحية بنفسها؟ رأي الأزهر الشريف
أكدت الدكتورة إيمان أبو قُورة بوضوح أن المرأة يجوز لها شرعًا أن تذبح أضحيتها بنفسها، شريطة أن تكون تُحسن الذبح. لا يوجد أي مانع شرعي يمنع المرأة من القيام بذلك. ومع أن عملية الذبح قد تتطلب جهدًا وقوة بدنية، فإذا كانت المرأة قادرة على ذلك وتتقن خطوات الذبح الصحيحة، فإن ذبحها صحيح ويُجزئ تمامًا، ويحصل لها بذلك أجر الأضحية كاملًا.