تطور استراتيجي مهم بحلول 2027.. خطة مصرية قبرصية لدمج حقل كرونوس.. كيف يغير هذا القرار مستقبل الطاقة؟
التقى وزيرا الطاقة المصري والقبرصي على هامش مؤتمر “غازتك 2025” في ميلانو، لبحث تسريع ربط حقل “كرونوس” الغازي القبرصي بالبنية التحتية المصرية للطاقة بحلول عام 2027. يهدف هذا التعاون الاستراتيجي إلى تحويل مصر إلى بوابة تصديرية رئيسية للغاز القبرصي نحو الأسواق الأوروبية، وتعزيز مكانة القاهرة كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز في شرق المتوسط.
دعم سياسي لتعزيز الشراكة المصرية القبرصية
عقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية المصري، اجتماعًا مثمرًا مع نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والصناعة، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر ومعرض غازتك GASTECH 2025 الذي تستضيفه مدينة ميلانو الإيطالية. يأتي هذا اللقاء في ظل دعم سياسي مباشر من الرئيسين عبد الفتاح السيسي ونيكوس كريستودوليديس، وهو ما تجلى في الزيارات الرسمية المتبادلة بين وزراء البلدين خلال الأسابيع الماضية، والتي ركزت على بحث آليات دعم التعاون في مجالات الغاز والطاقة وتوسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ونيقوسيا.
خطوات عملية لربط حقول الغاز القبرصية بمصر
تناول الوزيران خلال اجتماعهما سبل تسريع إجراءات ربط حقل “كرونوس” القبرصي، الذي يعد أحد أبرز حقول الغاز الطبيعي الواعدة في شرق المتوسط، بالبنية التحتية المصرية للطاقة. ومن المخطط أن يتم هذا الربط الحيوي بحلول عام 2027. كما بحث الجانبان إمكانية ربط حقل “أفروديت” القبرصي، وهو ما سيفتح أمام قبرص آفاقاً تصديرية واسعة نحو الأسواق الأوروبية عبر مصر، ويعزز في الوقت ذاته من دور القاهرة المحوري كمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز.
وتأكيداً على الجدية في تنفيذ هذه المشاريع، استعرض الجانبان نتائج الاجتماعات الفنية التي عقدتها فرق العمل المتخصصة في القاهرة مطلع الشهر الجاري. وقد تناولت هذه الاجتماعات جوانب رئيسية شملت:
- الجوانب التقنية والفنية للمشروع.
- التفاصيل اللوجستية المتعلقة بعمليات الربط والنقل.
- مناقشة سبل تذليل العقبات المحتملة لضمان التنفيذ السريع والفعال للمشروعات.
رؤية مشتركة لأمن واستقرار الطاقة في المنطقة
أكد الوزيران المصري والقبرصي حرص بلديهما المشترك على توفير كافة أشكال الدعم اللازم لإنجاح هذه المشروعات المشتركة، مشددين على أن التعاون في قطاع الطاقة يشكل ركيزة أساسية لتحقيق المنفعة المتبادلة بين البلدين. كما يساهم هذا التعاون بفاعلية في تعزيز أمن الطاقة في منطقة شرق المتوسط بأكملها، وذلك في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة التي يشهدها العالم. يعكس هذا التعاون النوعي تطوراً ملموساً في العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص، ويؤكد التزام الدولتين بتعزيز التكامل الإقليمي في قطاع الغاز الطبيعي، مما يحول شرق المتوسط إلى مركز محوري لإمدادات الطاقة العالمية ويخدم مصالح المنطقة وأوروبا.