ضغوط غير متوقعة.. الدولار يواجه أزمة رغم احتمالات خفض الفائدة | خبير اقتصادي يكشف السيناريو الأقوى
يشهد الدولار الأمريكي استمرارًا للضغوط في المدى القريب، على الرغم من توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وفي المقابل، يبدو اليورو أكثر استقرارًا بفضل السياسات الحذرة للبنك المركزي الأوروبي، بينما يواجه الين الياباني تحديات هيكلية قد تقوض مكاسبه الأخيرة رغم احتمالات رفع الفائدة.
الدولار الأمريكي تحت وطأة الضغوط وتوقعات خفض الفائدة
أوضح الخبير الاقتصادي كمال شارما أن الضغوط المستمرة على الدولار الأمريكي من المرجح أن تبقى قائمة، حتى مع ترقب الأسواق لقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. وأشار شارما، في تصريحات خاصة لـ “العربية بيزنيس”، إلى أن الأسواق قامت بالفعل بتسعير ما يصل إلى ثلاث تخفيضات في الفائدة من جانب الفيدرالي. وفي المقابل، يرى بنك أوف أمريكا أن التخفيضات قد لا تتجاوز مرتين فقط. وبين أن خفض الفائدة القادم، سواء كان بواقع 25 أو 50 نقطة أساس، قد لا يكون كافيًا لتخفيف الضغط عن العملة الأمريكية، خاصة في ظل استمرار معدلات التضخم المرتفعة والتحديات المتعلقة بالمالية العامة الأمريكية.
| جهة التوقع | عدد تخفيضات الفائدة المتوقعة |
| الأسواق | ما يصل إلى 3 تخفيضات |
| بنك أوف أمريكا | تخفيضان فقط |
أسباب تآكل الثقة في الدولار وتوصيات بنك أوف أمريكا
أرجع الخبير كمال شارما استمرار الضغوط على العملة الأمريكية إلى عدة عوامل رئيسية. ومن أبرز هذه العوامل فقدان المستثمرين الثقة بما يُعرف بـ”الاستثنائية الأمريكية”، وذلك في ظل ارتفاع مستويات الدين العام الأمريكي لتتجاوز الناتج المحلي الإجمالي. كما تساهم حالة عدم اليقين السياسي حول العلاقة بين الإدارة الأمريكية والاحتياطي الفيدرالي في زيادة هذه الضغوط. ونبه شارما إلى أن السياسات التجارية والتعريفات الجمركية، التي تبناها الرئيس السابق دونالد ترامب، أسهمت في تصاعد المخاوف من تأثيرات تضخمية قد تضغط على النمو الاقتصادي للولايات المتحدة. ولهذا، ينصح بنك أوف أمريكا عملاءه بتقليص انكشافهم على الدولار والأصول الأمريكية، مع زيادة التوجه نحو الأسواق الأوروبية والآسيوية، مع استمرار توقعاته للطلب على التحوط بالدولار من قبل الشركات ومدراء الأصول.
اليورو يحافظ على استقراره وسط سياسة نقدية حذرة
فيما يخص العملة الأوروبية الموحدة، اليورو، توقع كمال شارما أن يحافظ البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال الفترة المقبلة. ويأتي هذا التوقع في ظل وصول معدلات التضخم في منطقة اليورو إلى مستويات قريبة من المستهدف، وهو ما قد يعزز من استقرار العملة الأوروبية في مقابل الدولار الأمريكي، مما يجعل اليورو خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار.
الين الياباني: مكاسب مؤقتة وتحديات هيكلية قادمة
بالنسبة للين الياباني، أشار شارما إلى أن العملة اليابانية شهدت استعادة بعض مكاسبها في الآونة الأخيرة، مدفوعة بتوقعات بأن يتجه بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة هذا العام. ومع ذلك، حذر الخبير الاقتصادي من أن استمرار العجز في المالية العامة اليابانية والتوجه نحو حوافز إضافية من الحكومة الجديدة قد يؤدي إلى ضغوط هيكلية تدفع الين للانخفاض مقابل اليورو والفرنك السويسري. وتوقع شارما أن يصل سعر صرف الدولار مقابل الين إلى مستويات تقارب 160 ينًا بنهاية العام الجاري، مع تراجع مرتقب للين أمام سلة من العملات العالمية الأخرى.
