شهد ملايين المسلمين صلاة عيد الأضحى المبارك، ومع تزامن العيد هذا العام يوم الجمعة، برز تساؤل هام لدى الكثيرين: هل تغني صلاة العيد عن أداء صلاة الجمعة؟ وما هو الحكم الشرعي في هذه الحالة؟
حكم صلاة العيد والجمعة: رأي الأزهر الشريف
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى أن كلًا من صلاة العيد وصلاة الجمعة تُعدان من الشعائر الدينية الواجبة على الأمة الإسلامية جمعاء، ولا يجوز للأمة بأسرها ترك أي منهما، حتى وإن اجتمعتا في يوم واحد. هذا الحكم يتعلق بوجوب إقامة الشعيرتين على مستوى الأمة ككل.
هل تغني صلاة العيد عن الجمعة؟.. تفصيل آراء الفقهاء
لكن، عند الحديث عن حكم صلاة الفرد، اختلف علماء الفقه حول ما إذا كانت صلاة العيد، لمن أداها في جماعة، تجزئ عن صلاة الجمعة التي تُصلى جماعة في المسجد عند اجتماعهما في يوم واحد. وتتلخص آراؤهم في الآتي:
الحنفية والمالكية: صلاتان مستقلتان
يرى جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية أن كلتا الصلاتين مستقلة بذاتها، ولا تجزئ إحداهما عن الأخرى بأي حال من الأحوال. أي أن من صلى العيد، لا تسقط عنه صلاة الجمعة.
الشافعية: المشقة هي الفيصل
بينما يرى الشافعية أن صلاة الجمعة لا تسقط عمن أدى صلاة العيد جماعة، إلا في حالة وجود مشقة واضحة عليه في الذهاب لأداء صلاة الجمعة، كأن يكون المكان بعيدًا أو يواجه صعوبة كبيرة.
الحنابلة: تسقط الجمعة وتصلى ظهراً
ذهب الحنابلة إلى أن صلاة الجمعة تسقط عمن صلى العيد في جماعة، على أن تجب عليه صلاة الظهر أربع ركعات بدلاً منها. وقد استدلوا بحديث النبي ﷺ الذي قال فيه: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ». [أخرجه أبو داود]
متى يجوز التخفيف؟.. خلاصة الفتوى للمسلمين
بناءً على ما تقدم، إذا واجه المسلم مشقة حقيقية في أداء صلاة الجمعة بعد صلاة العيد في جماعة، سواء كان ذلك بسبب سفر، أو مرض، أو بعد المسافة عن المسجد، أو حتى فوات مصلحة ضرورية ومُعتبرة، ففي هذه الحالة يجوز له الأخذ برأي الفقهاء الذين أجازوا ترك الجمعة لمن صلى العيد في جماعة، مع لزوم أداء صلاة الظهر أربع ركعات.
الجمع بين الصلاتين: الأفضل والأكثر اتباعاً لهدي النبي ﷺ
أما من لم يجد أي مشقة في أداء كلتا الصلاتين، ولم يفته بذلك أي مصلحة تُذكر، فـالأولى والأفضل له أن يؤديهما معًا؛ لأن هدي النبي محمد ﷺ وسنته كانت على الجمع بين صلاتي العيد والجمعة.