لحظة الحقيقة.. سالم الدوسري يواجه تحديات الحاضر لحماية إرث المجد

تلقى سالم الدوسري، نجم الهلال وقائد المنتخب السعودي، موجة انتقادات واسعة وغير مسبوقة مؤخرًا بسبب تراجع مستواه وتكرار إصاباته، خصوصًا مع “الأخضر”. يأتي هذا التراجع ليثير علامات استفهام حول مستقبل “التورنيدو” في ظل اقتراب استحقاقات حاسمة للمنتخب، بعد سنوات طويلة من التألق والإنجازات التي رسخت مكانته كأحد أبرز اللاعبين السعوديين.

سالم الدوسري: من قمة التألق إلى تحدي الانتقادات

بنَى سالم الدوسري لنفسه اسمًا كبيرًا بفضل مهاراته الفنية وقدراته البدنية العالية، وتوج مسيرته بالعديد من الألقاب مع الهلال، بالإضافة إلى لحظات تاريخية خالدة في ذاكرة الجماهير، مثل هدفه المذهل في مرمى الأرجنتين بكأس العالم 2022 في قطر. لكن على النقيض من مسيرته المزهرة مع ناديه، شهد مشواره مع المنتخب السعودي تقلبات وعثرات عديدة في السنوات الأخيرة، ما جعله محور سلسلة “تحت الضغط” الأسبوعية التي تسلط الضوء على اللاعبين والمدربين الذين يواجهون غضبًا جماهيريًا أو انتقادات حادة.

اقرأ أيضًا: قرار مثير.. مصير شكوى زيزو من مرتضى منصور ومفاجأة وسام أبو علي وخطاب الأهلي بشأن كولر

الإصابات المتكررة تلاحق نجم المنتخب السعودي

عانى الدوسري في الفترة الماضية من تراجع ملحوظ في أدائه مع المنتخب السعودي، وتفاقم هذا التراجع بسبب الإصابات المتكررة التي أبعدته عن مباريات مصيرية. غاب اللاعب عن الجولتين الأولى والثانية من المرحلة الماضية لتصفيات مونديال 2026 إثر إصابة في الكاحل، ما أثر على نتائج “الأخضر” الذي اكتفى بالتعادل مع أستراليا وخسر من إندونيسيا. ولم تتوقف المعاناة عند ذلك، حيث شارك في بطولة كأس الخليج الأخيرة وهو يعاني من إصابة قوية في الوجه، ورغم إصراره على اللعب، لم يتمكن من قيادة المنتخب لتجاوز نصف النهائي الذي خرج فيه على يد عمان.

ركلات الجزاء المهدرة تُشعل الغضب الجماهيري

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لسالم الدوسري بسبب إهداره المتكرر لركلات الجزاء. فقد أصبح اللاعب الذي طالما عرفته الجماهير بحسمه، الأكثر إهدارًا لركلات الجزاء في تاريخ المنتخب السعودي، وذلك بست ركلات ضائعة. كانت آخر هذه الركلات المهدرة أمام إندونيسيا والبحرين وأستراليا. هذا السجل السلبي زاد من غضب الجماهير، خاصة وأنه ارتبط بفشل المنتخب في حسم التأهل المباشر إلى كأس العالم، ما اضطره لخوض الملحق.

اقرأ أيضًا: رسالة هامة بعد رباعية الشباب.. بدر حامد يشيد بفريق 2005 ويؤكد هذا القرار المنتظر

الركلات المهدرة في تاريخ المنتخبالعدد
سالم الدوسري6
آخر الركلات المهدرة ضدالتاريخ
إندونيسيا(ضمن التصفيات)
البحرين(ضمن التصفيات)
أستراليا(ضمن التصفيات)

أداء باهت في المعسكر الأوروبي ومقارنات قاسية

بالرغم من بدايته الواعدة مع الهلال في الموسم الجديد، حيث سجل وصنع هدفين أمام الرياض، إلا أن الجماهير كانت تنتظر منه قيادة “الأخضر” في معسكره الأوروبي نحو أداء أفضل. لكن إصابة جديدة أبعدته عن ودية مقدونيا، ثم شارك أمام التشيك دون أن يترك أي بصمة تُذكر في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله. فجر هذا الأداء الباهت موجة غضب عارمة، خصوصًا بعد أن خطف عبد الله الحمدان الأضواء بتسجيله هدفًا قاتلاً أنقذ به المنتخب. بدأت حينها مقارنات قاسية بين “التورنيدو” الحاضر الغائب وزملائه الأكثر عطاءً وتأثيرًا في أرض الملعب.

غضب جماهيري يتصاعد ومطالبات بالتغيير

لم يكن تعادل المنتخب السعودي مع التشيك مجرد مباراة ودية عابرة، بل تحول إلى شرارة جديدة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي. عبّرت الجماهير السعودية عن استيائها الشديد من أداء سالم الدوسري، ورأت أن غيابه عن لقاء مقدونيا منح المنتخب دفعة فنية ونتائج إيجابية، بينما لم تُضف عودته أمام التشيك أي جديد يذكر. تنوعت الانتقادات لتشمل “شرود اللاعب داخل الملعب وعدم ظهوره بمستواه المعتاد”، وتساؤلات حول إصرار الجهاز الفني على منحه دقائق كاملة رغم تراجع تأثيره.

اقرأ أيضًا: قرار مثير.. رضا سليم يكسب ثقة سانتوس

يرى آخرون أن الدوسري أصبح عبئًا على المنتخب، خاصة بعد إهداره المتكرر لركلات الجزاء التي كلفت “الأخضر” فقدان نقاط حاسمة في التصفيات الماضية. وبين المقارنات مع زملائه الأكثر عطاءً مثل عبد الله الحمدان، ودعوات لإبعاده عن التشكيلة الأساسية، بدا واضحًا أن مكانة “التورنيدو” في قلوب الجماهير لم تعد كما كانت، وأن الغضب الجماهيري يتسع كلما طال غيابه عن التهديف والإبداع مع المنتخب.

مستقبل سالم الدوسري: هل يستطيع العودة لقيادة الأخضر؟

يقف سالم الدوسري اليوم أمام اختبار قد يكون الأصعب في مسيرته الكروية الحافلة. فهو مطالب بإثبات أن مكانته في قلوب الجماهير لم تأتِ من فراغ، وأن بريقه مع الهلال يمكن أن يمتد ليشمل أداءه مع المنتخب. لكن الوقت لا يبدو في صالحه، خصوصًا في ظل تراجع جماعي يعاني منه “الأخضر”، واقتراب استحقاقات مصيرية أبرزها الملحق المؤهل لمونديال 2026. يبقى السؤال الأبرز الذي يفرض نفسه بقوة اليوم: هل يمتلك “التورنيدو” القدرة على تجاوز هذا المنعطف الحرج والعودة لقيادة المنتخب كما فعل مرارًا مع ناديه الهلال؟ أم أن صفحة جديدة تُكتب، بطلها نجم كبير بدأ يفقد بريقه تحت وطأة الضغوط؟

اقرأ أيضًا: رد ناري.. الزوراء يعلق على صدام النصر