فرصة العمر لطلاب المدارس.. إعلان جديد يطلق العنان لموهبتك ويغير مستقبلك كليًا
أعلنت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، بالتعاون مع وزارة التعليم، فتح باب التسجيل في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي “إبداع 2026” بنسخته السادسة عشرة. يستهدف الأولمبياد طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية في جميع أنحاء المملكة، حيث يظل باب التسجيل مفتوحًا حتى الثلاثين من سبتمبر الجاري. تمثل هذه التظاهرة العلمية فرصة مهمة للطلاب لإظهار إمكاناتهم الإبداعية والعلمية.
أولمبياد “إبداع”: منصة وطنية للانطلاق نحو العالمية
يُعد أولمبياد “إبداع” واحدًا من أبرز المسابقات العلمية التي تقام على مستوى المملكة، حيث يقوم على مبدأ التنافس الفردي من خلال تقديم مشاريع علمية مبتكرة تخضع لضوابط محددة. يتم تحكيم هذه المشاريع إلكترونيًا بواسطة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات متنوعة. يتأهل الفائزون بالمراكز المتقدمة في هذا الأولمبياد للمراحل النهائية، بما في ذلك معرض “ريجينيرون آيسف” الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يمثل محطة عالمية بارزة لعرض قدرات الطلاب والطالبات السعوديين أمام لجان تحكيم دولية مرموقة.
دعم الموهبة والابتكار ضمن مستهدفات رؤية 2030
أوضح الدكتور عبدالعزيز الكريديس، الأمين العام لمؤسسة “موهبة”، أن الأولمبياد يجسد نموذجًا رائدًا للشراكة الوطنية الفاعلة بين “موهبة” ووزارة التعليم. تأتي هذه الشراكة لتعكس رؤية القيادة السعودية الحكيمة في دعم الموهبة وتعزيز الابتكار في الأوساط التعليمية. وأشار الكريديس إلى أن الأولمبياد، منذ انطلاقته قبل أكثر من عقد، ساهم بفعالية في صقل مهارات عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات، وزوّدهم بالمعرفة والخبرة اللازمة التي أهلتهم لتمثيل المملكة في أبرز المحافل العلمية العالمية. وقد تمكن المشاركون في نسخ “إبداع” المختلفة من تحقيق إنجازات لافتة في معارض دولية كبرى مثل “آيسف” و”آيتكس” و”تايسف”، مما يؤكد حجم الاستثمار الوطني في العقول الشابة ودعم موقع المملكة في خارطة الابتكار العالمي. يأتي هذا التوجه متسقًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تولي تنمية رأس المال البشري وتمكين الكفاءات الوطنية أولوية قصوى لبناء اقتصاد معرفي ومجتمع قائم على الإبداع والابتكار.
أهداف الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي
يهدف الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية تسهم في بناء جيل مبدع ومبتكر، وتشمل هذه الأهداف:
- تنمية روح الابتكار لدى الطلاب والطالبات المشاركين.
- استكشاف المواهب الكامنة في مجالات البحث العلمي والتقنية الحديثة.
- توجيه وتطوير هذه المواهب بما يتماشى مع التطلعات الوطنية المستقبلية.
مراحل أولمبياد “إبداع 2026”: رحلة من الفكرة إلى العالمية
يمر أولمبياد “إبداع” بست مراحل رئيسية منظمة تضمن تقييمًا شاملًا وتأهيلًا متدرجًا للمشاركين:
- التسجيل الإلكتروني وورش العمل التدريبية: تبدأ المرحلة الأولى بتسجيل الطلاب والطالبات إلكترونيًا، يليها تقديم محاضرات وورش تدريبية للمشاركين والمشرفين التربويين المعنيين بمتابعة مشاريعهم.
- معارض المناطق التعليمية وتسجيل المشاريع: تأتي بعد ذلك مرحلة معارض المناطق التعليمية، وهي محطة رئيسية في مسار الفرز والتأهيل. يعقبها تسجيل معلومات المشاريع إلكترونيًا عبر منصة “موهبة” ورفع الوثائق والمرفقات الخاصة بكل مشروع.
- التحكيم الإلكتروني وتحديد المرشحين: تشمل المرحلة الثالثة عملية التحكيم الإلكتروني، حيث يتم تقييم المشاريع من قبل مختصين وأكاديميين باستخدام معايير علمية دقيقة، ومن ثم إعلان المرشحين للمعارض المركزية ورفع نماذج المشاريع على الموقع الرسمي.
- المعارض المركزية وورش العمل المتقدمة: تنطلق المرحلة الرابعة بتنظيم المعارض المركزية في أربع مدن رئيسة داخل المملكة. تشهد هذه المرحلة تنظيم ورش عمل متقدمة، مع منح المشاركين فرصة لتحديث معلومات مشاريعهم.
- معرض “إبداع” للعلوم والهندسة (التصفيات النهائية): تتمثل المرحلة الخامسة في إقامة معرض “إبداع” للعلوم والهندسة، وهو الحدث الأهم محليًا الذي يمثل التصفيات النهائية للأولمبياد، وتُعلن فيه أسماء المشاريع التي ستنتقل للمحطة الدولية.
- البرنامج التأهيلي للمشاركات الدولية: يُختتم مسار الأولمبياد بالمرحلة السادسة، وهي البرنامج التأهيلي للمشاركة الدولية، حيث يخضع المتأهلون لتدريب مكثف قبل تمثيل المملكة في معرض “ريجينيرون آيسف” الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية.
مشاركة قياسية في النسخة الماضية تعكس شغف الطلاب بالإبداع
شهدت النسخة الماضية من أولمبياد “إبداع 2025” مشاركة تاريخية فاقت 291 ألف طالب وطالبة، يمثلون 16 منطقة تعليمية و49 إدارة تعليمية، مما يعكس الحضور المتنامي لهذا الحدث الهام في المشهد العلمي السعودي. يؤكد هذا الإقبال المتزايد عمق الشغف العلمي لدى طلبة المملكة، ويعكس في الوقت ذاته الجهود الكبيرة للمؤسسات التعليمية وشركاء الموهبة في تمكين الجيل الجديد من أدوات المعرفة والابتكار. وتستمر “موهبة” ووزارة التعليم في تبني المبادرات الوطنية التي تستهدف دعم الموهوبين، وفتح المسارات أمامهم نحو العالمية، في تأكيد عملي على التزام المملكة برعاية الإمكانات البشرية منذ سن مبكرة.
