رسميًا من السعودية.. خطة جديدة لتعزيز نقاء الهواء ورصده بأحدث التقنيات.

تُكثف المملكة العربية السعودية جهودها لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي رائد في حماية البيئة وضمان نقاء الهواء، عبر شبكة واسعة تضم 240 محطة لمراقبة جودة الهواء تعمل على مدار الساعة. يقود المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي هذه المبادرة الطموحة، بهدف مكافحة التلوث الذي يهدد صحة المواطنين واستدامة البيئة، وذلك ضمن استراتيجية وطنية شاملة تتوافق مع مستهدفات رؤية 2030.

شبكة مراقبة جودة الهواء: منظومة متكاملة لحماية البيئة السعودية

كشف الدكتور محمد الدغريري، مدير البيانات البيئية بالمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، أن المنظومة الوطنية لمراقبة الهواء تعتمد على شبكة متكاملة تضم 240 محطة موزعة بدقة في مواقع استراتيجية بأنحاء المملكة. تعمل هذه المحطات على مدار الساعة لرصد وتحليل مؤشرات جودة الهواء بشكل مستمر، مما يوفر بيانات دقيقة وفورية. أكد الدكتور الدغريري أن المركز يعتمد على أحدث الأجهزة والمعايير العالمية، لضمان دقة البيانات وسرعة الاستجابة عند الحاجة لاتخاذ قرارات وقائية عاجلة لحماية السكان.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. السعودية تفتح أبوابها: وزراء المملكة يرحبون بالعالم في الصفوف الأولى

الملوثات الستة الرئيسية تحت المجهر: معايير عالمية لرصد نقاء الهواء

تُعنى محطات الرصد بقياس ستة عناصر أساسية تعد من أبرز مسببات تلوث الهواء عالميًا، وذلك وفقًا لما نصت عليه اللائحة التنفيذية لجودة الهواء. تساهم متابعة هذه العناصر بشكل لحظي في الحد من المخاطر الصحية المرتبطة بها، مثل أمراض الجهاز التنفسي والقلب. وتشمل هذه العناصر ما يلي:

  • الجسيمات الدقيقة (PM10 وPM2.5)
  • أكاسيد النيتروجين
  • الأوزون
  • أول أكسيد الكربون
  • ثاني أكسيد الكبريت

جودة الهواء ودعم السياحة والاقتصاد في المملكة

أشار الدكتور الدغريري إلى الارتباط الوثيق بين جودة الهواء والاقتصاد والسياحة في المملكة، خصوصاً خلال مواسم الحج والعمرة. تستضيف مكة المكرمة والمدينة المنورة ملايين الزوار سنويًا، ولذلك تم تخصيص محطات رصد متقدمة في المناطق الدينية والسياحية المهمة. تضاف إلى ذلك المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، حيث توفر هذه المحطات بيانات دقيقة تسهم في حماية صحة الزوار والمعتمرين والحجاج، وتعزيز صورة المملكة كوجهة آمنة وصحية عالمياً. كما أوضح الدغريري أن توزيع المحطات جاء بناءً على دراسات للكثافة السكانية، لتغطية المناطق التي تشهد ازدحامًا سكانيًا مرتفعًا، بهدف مراقبة مستويات التلوث في البيئات الأكثر تعرضًا للانبعاثات، مما يساعد على اتخاذ إجراءات فورية لحماية السكان، مثل إصدار تنبيهات صحية أو تقييد بعض الأنشطة المسببة للتلوث عند الضرورة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تعديل رسوم تجديد الإقامة في السعودية | تعرف على الشروط الجديدة والرسوم المحدثة

التوعية المجتمعية ومؤشر جودة الهواء: أدوات لسلامة السكان

يولي المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي جانب التوعية المجتمعية اهتمامًا بالغًا. يتم نشر مؤشرات جودة الهواء يوميًا عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يمكّن الأفراد من الاطلاع على حالة الهواء في مناطقهم. يساعد هذا الإجراء المواطنين والمقيمين على اتخاذ الاحتياطات المناسبة لتجنب التعرض لمستويات مرتفعة من تلوث الهواء. يُعد مؤشر جودة الهواء أداة أساسية في هذا السياق، حيث يوفر تقييمًا مبسطًا وشفافًا لمستوى التلوث، ويسهل على الجمهور فهم المخاطر المحتملة على الصحة العامة، كما يزود الجهات المعنية ببيانات دقيقة لتطوير السياسات البيئية الفعالة.

رؤية 2030 والالتزام البيئي: مستقبل مستدام للمملكة

أكد المركز أن الحفاظ على نقاء الهواء لا يمثل بعدًا صحيًا فحسب، بل هو أيضًا جزء لا يتجزأ من استراتيجية التنمية المستدامة في المملكة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية 2030 الطموحة. فالحد من التلوث يسهم بشكل مباشر في رفع جودة الحياة وتعزيز جاذبية المدن السعودية للاستثمار والسياحة المستدامة، ويدعم الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ. اختتم الدكتور الدغريري بالتأكيد على أن المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي سيواصل تطوير تقنياته وتوسيع شبكة محطاته، مما يعزز من دوره المحوري في رصد ومكافحة التلوث الهوائي، ويحافظ على صحة المواطنين والمقيمين، ويضمن بيئة نظيفة وآمنة للأجيال القادمة في المملكة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. إسلام عزام يقود البورصة المصرية | من هو الرئيس الجديد وما هي رؤيته لتطوير السوق؟