تخالف كل التوقعات.. المركزي الصيني يواصل شراء الذهب رغم ارتفاع الأسعار | هل يتخلى عن الدولار؟
يواصل البنك المركزي الصيني، “بنك الشعب الصيني”، حملته لشراء الذهب للشهر العاشر على التوالي، مضيفاً 0.06 مليون أونصة تروي في أغسطس الماضي، ليصل إجمالي احتياطياته إلى 74.02 مليون أونصة تروي. تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية بكين الرامية إلى تنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار الأمريكي وتقليل الاعتماد عليه، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية المتزايدة.
الصين تعزز احتياطياتها من الذهب في مواجهة تقلبات الدولار
تُمثل عمليات الشراء المستمرة للذهب جزءاً أساسياً من رؤية الصين الاستراتيجية لتأمين استقرار اقتصادها وتقليل المخاطر المرتبطة بالهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي. منذ نوفمبر الماضي، جمع البنك المركزي الصيني ما يقارب 1.22 مليون أونصة تروي من الذهب، مؤكداً بذلك التزاماً قوياً بهذه السياسة. وعلى الرغم من أن الصين تُعد أكبر مشترٍ للذهب بين البنوك المركزية منذ عام 2021، إلا أن احتياطياتها الحالية التي تبلغ 2292 طناً لا تزال تُشكل نسبة صغيرة من إجمالي احتياطياتها النقدية، مما يمنحها مجالاً واسعاً لمواصلة هذا النهج.
البيان | القيمة |
الذهب المضاف في شهر أغسطس | 0.06 مليون أونصة تروي |
إجمالي احتياطيات الذهب الصينية | 74.02 مليون أونصة تروي |
الذهب المجمع منذ نوفمبر الماضي | 1.22 مليون أونصة تروي |
إجمالي احتياطيات الذهب (بالطن) | 2292 طناً |
الذهب يتخطى 3500 دولار.. والصين تواصل الشراء بلا تردد
تتزامن عمليات الشراء الضخمة للذهب من قبل البنك المركزي الصيني مع ارتفاع قياسي في أسعار المعدن الأصفر، حيث تجاوز سعر الأونصة الواحدة 3500 دولار أمريكي، مسجلاً زيادة بأكثر من 30% هذا العام وحده. وفي حين أن معظم البنوك المركزية حول العالم قد أبطأت من وتيرة شرائها للذهب مع صعود الأسعار، فإن الصين تمضي قدماً في استراتيجيتها دون توقف. يُرجع المحللون هذا السلوك الصيني إلى عوامل أعمق من مجرد تقلبات الأسعار، حيث يراهن المستثمرون على تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة الأمريكية، مما يعزز جاذبية الذهب كأصل استثماري آمن. كما أن التوترات السياسية المتعلقة باستقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد زادت من زخم السوق، حيث يتوقع محللو جولدمان ساكس أن أي تراجع في استقلالية البنك المركزي الأمريكي قد يدفع أسعار الذهب نحو 5000 دولار للأونصة.
درع الصين الذهبي في مواجهة التحديات الجيوسياسية
يُشير مجلس الذهب العالمي إلى أن استمرار المخاطر الجيوسياسية، بما في ذلك الصراعات التجارية والتوترات الدولية، سيُبقي الطلب الرسمي على الذهب قوياً. بالنسبة للصين، يُعد الذهب أداة محورية لدعم جهودها الرامية إلى توسيع نطاق استخدام عملتها المحلية، اليوان، على الصعيد الدولي. هذا يساعد بدوره في تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي والحد من تأثرها بالصدمات الاقتصادية العالمية، مما يوفر لها درعاً اقتصادياً في بيئة دولية متقلبة.