تحذير عاجل من خبير.. أستاذ تخطيط عمراني يكشف حقيقة انهيار العقارات في مصر: ظاهرة خطيرة وعدم الصيانة يفاقم الأزمة.

أكد الدكتور سيف الدين فرج، أستاذ التخطيط العمراني، أن انهيار العقارات يمثل ظاهرة خطيرة للغاية، معتبرًا أن غياب الصيانة يعد السبب الأهم وراء هذه الكوارث. وطالب الدكتور فرج بضرورة أن تصبح الصيانة إجبارية لا اختيارية، مشددًا على أهمية دور الدولة والقطاع الخاص في تعزيز سلامة المباني لمواجهة تزايد الحوادث.

الصيانة الإجبارية.. الدرع الواقي ضد انهيار العقارات

شدد الدكتور سيف الدين فرج على أن الصيانة ليست رفاهية بل ضرورة حتمية للحفاظ على سلامة العقارات والحد من انهيارها. وأوضح في مداخلة هاتفية ببرنامج “ستوديو إكسترا” عبر قناة “إكسترا نيوز” أن غياب الصيانة الدورية هو المسبب الرئيسي للانهيارات. ولفت إلى أن جعل الصيانة إلزامية سيسهم بشكل كبير في حماية الأرواح والممتلكات، مؤكدًا أن هذا الإجراء يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من التشريعات المنظمة للعمران.

أسباب رئيسية وراء تزايد حوادث انهيار المباني

حدد الدكتور فرج عدة عوامل أساسية تسهم في تزايد حوادث انهيار العقارات، مشيرًا إلى أن معالجة هذه الأسباب يتطلب تضافر الجهود من مختلف الجهات:

• غياب الصيانة الدورية والإجبارية للمباني، مما يؤدي إلى تدهور هياكلها بمرور الزمن.
• العدد المحدود لشركات صيانة العقارات المتخصصة في مصر، وهو ما يعرقل توفير خدمات الصيانة بشكل كافٍ ومناسب.
• غياب الإشراف الهندسي الكافي على مراحل البناء والصيانة، مما قد يسمح بوجود عيوب خطيرة دون اكتشافها.
• بعض سلوكيات السكان الخاطئة، مثل إهمال الأدوات الصحية وتسربات المياه من المواسير، والتي قد تتسرب إلى أساسات المبنى وتؤدي إلى تآكلها وسرعة انهيارها.

دور الدولة والقطاع الخاص في تعزيز سلامة المباني

أكد أستاذ التخطيط العمراني على ضرورة تدخل الدولة بشكل فعال في مجال صيانة العقارات، مقترحًا أن تكون لها الريادة في إنشاء شركات صيانة متخصصة تغطي جميع المحافظات المصرية. ودعا أيضًا إلى انخراط القطاع الخاص في هذا المجال، مشيرًا إلى أن زيادة عدد شركات الصيانة لن يعالج فقط مشكلة غيابها، بل سيساهم أيضًا في توفير فرص عمل جديدة للشباب. كما حذر من أن غياب الإشراف الهندسي يمكن أن يكون عاملًا حاسمًا في انهيار العقارات.

منهج علمي لمواجهة تحديات الإسكان الآيل للسقوط

أشار الدكتور فرج إلى نجاح الدولة في التعامل مع ملف الإسكان العشوائي شديد الخطورة بمنهج علمي مدروس، حيث تعاملت مع كل منطقة بأسلوب يتناسب مع طبيعتها، مما أدى إلى القضاء على هذه الظاهرة بنجاح. وطالب بضرورة اتخاذ نفس المدخل العلمي والمنهجي في التعامل مع مشكلة العقارات الآيلة للسقوط، مؤكدًا أن هذا النهج سيضمن حلولًا مستدامة وفعالة للحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم.