بشرى تعليمية جديدة.. وزير التعليم يناقش نتائج البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب الابتدائي

شهدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، احتفالية بارزة بمناسبة إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية. جاء ذلك بعد استعراض الملخص التنفيذي لنجاح المرحلة الأولى، في شراكة استراتيجية مع منظمة اليونيسف وبدعم من التعاون الألماني ممثلاً في البنك الألماني للتنمية (KfW)، بهدف تعزيز مهارات القراءة والكتابة والفهم لدى التلاميذ.

انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية

ترأس محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جلسة نقاشية هامة لاستعراض إنجازات المرحلة الأولى من البرنامج القومي الطموح لتطوير مهارات اللغة العربية لدى طلاب التعليم الابتدائي. وقد أُقيمت هذه الفعالية بالتعاون الوثيق مع منظمة اليونيسف وبدعم قيم من التعاون الألماني، ممثلاً بالبنك الألماني للتنمية. وشهدت الجلسة حضوراً رفيع المستوى ضم شيراز شاكرا، رئيس قسم التعليم في اليونيسف، والدكتور رمضان محمد رمضان، مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي، والدكتورة هالة عبدالسلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، وأدارها الإعلامي أسامة كمال.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. وزارة العمل تعلن استخراج شهادات قياس المهارة وتراخيص مزاولة الحرف فوريًا بجميع المحافظات

التزام وزاري راسخ بمعالجة ضعف القراءة والكتابة

خلال الجلسة النقاشية، أكد محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على التزام الوزارة الثابت بالقضاء على مشكلات ضعف القراءة والكتابة لدى الطلاب. وشدد الوزير على ضمان عدم تخرج أي طالب من المنظومة التعليمية دون امتلاك المهارات الأساسية في القراءة والفهم. وأوضح أن الوزارة تعمل ضمن خطة شاملة تمتد حتى عام 2027، ونجحت خلال أقل من عامين في معالجة جذور المشكلة عبر تطوير طرق التدريس وتدريب المعلمين. كما أشار إلى معالجة تحديات كثافة الفصول بالتعاون مع الشركاء الدوليين والمؤسسات الاجتماعية المعنية. ولفت الوزير إلى أن التحديات كانت كبيرة في الماضي بسبب نقص تدريب المعلمين وارتفاع أعداد الطلاب، مما أثر على مستوى القراءة والكتابة، لكن بفضل السياسات الإصلاحية وجهود الأطراف كافة، تم تقليص هذه التحديات بشكل ملحوظ. وأكد أن الوزارة تعمل بخطى ثابتة لترسيخ “القرائية”، أي تمكين كل طالب من القدرة على القراءة والفهم والتعبير بشكل سليم، مما يفتح أمامه آفاق التعلم والمشاركة الفاعلة في المجتمع. ولم يقتصر اهتمام الوزارة على مهارات القراءة والكتابة فقط، بل امتد ليشمل تطوير مهارات التكنولوجيا لدى الطلاب، حيث بدأ فعلياً تطبيق تعلم البرمجة والذكاء الاصطناعي على أحدث المنصات العالمية بالتعاون مع شركاء في اليابان. كما يشهد التعليم الفني تطويراً ليصبح تعليماً دولياً بالتعاون مع شركاء في إيطاليا وألمانيا واليابان. واختتم الوزير مداخلته بالتأكيد على أن هذه الجهود تعكس رؤية واضحة لمستقبل التعليم، تقوم على بناء إنسان قادر على التعلم مدى الحياة، مدعومًا بمهارات معرفية ولغوية تضمن له التميز والمنافسة في سوق العمل.

نتائج المرحلة الأولى وتحديات التنفيذ

من جانبه، أوضح الدكتور رمضان محمد، مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي، أن الدراسات التي أجراها المركز القومي للامتحانات على طلاب الصف الرابع الابتدائي أظهرت أن 45% من التلاميذ لديهم مشكلات في القراءة واللغة العربية. ومن هنا بدأت فكرة البرنامج، بالتعاون مع قطاع التعليم العام ومنظمة اليونيسف، حيث تم اختيار 10 محافظات بناءً على التقييمات. وقد تم قياس مهارات اللغة العربية على 490 ألف تلميذ في 59 إدارة تعليمية بتلك المحافظات، وتدريب 2000 موجه لدعم العملية التعليمية. وأشار الدكتور رمضان إلى أن الطالب الذي يحصل على أقل من 60% في تقييم اللغة العربية يحتاج إلى المساعدة والالتحاق بالبرنامج العلاجي. ويشمل البرنامج متابعة مستمرة من قطاع التعليم والمركز القومي للامتحانات، واستخدام استراتيجيات مختلفة، وإدخال الألعاب والمسابقات لجذب الطلاب وتحفيزهم خلال 60 ساعة من التدريس، مع تحليل مستمر للبيانات لمتابعة تنمية خمس مهارات أساسية هي:

اقرأ أيضًا: مستقبل عالمي جديد ينتظر طلاب البكالوريا.. وزير التعليم يكشف عن خطة اعتماد الشهادة من كبرى الجهات الدولية

  • قراءة الحروف والكلمات.
  • قراءة النص المكتوب.
  • فهم النص المقروء (الوعي الصوتي).
  • الطلاقة في النطق.
  • الإملاء.

جهود مكثفة للتغلب على تحديات التعليم في مصر

أكدت الدكتورة هالة عبدالسلام، رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، أن من أكبر التحديات التي واجهت وزير التربية والتعليم كانت كثافة الفصول الدراسية وعجز المعلمين، والتي جرى التغلب عليها بحلول غير تقليدية مهدت الطريق لإطلاق هذا المشروع الهام. وأضافت أن التحدي الأبرز كان في تصميم برنامج تنمية مهارات اللغة العربية بما يتناسب مع الطبيعة المصرية، حيث اجتمع الخبراء والمعنيون بالوزارة لتطويره. أعقب ذلك تدريب المعلمين داخل المدارس على كيفية التعامل مع الأطفال، ثم تدريب موسع عبر منصة الوزارة شمل تأهيل 5000 معلم للغة العربية. كما أشارت إلى أن توعية أولياء الأمور مثلت تحديًا كبيرًا، وتمت مواجهته بالشراكة مع منظمة اليونيسف والجهات المعنية، من خلال تنظيم حلقات نقاشية وتوعوية في المديريات التعليمية. وأوضحت أن تحدي الوقت تم التغلب عليه عبر وضع خطط متكاملة من قبل مديري المديريات لتشغيل مراكز تعليمية للطلاب، وتنظيم برامج علاجية يشارك فيها الطلاب مع أولياء أمورهم، بما يعزز نجاح البرنامج واستدامة أثره الإيجابي.

اليونيسف تثمن الشراكة الاستراتيجية مع التعليم المصري

من جهته، وصف شيراز شاكيرا، رئيس قسم التعليم بمنظمة اليونيسف في مصر، الحديث عن هذا البرنامج بأنه شرف حقيقي، مؤكداً أن الشراكة مع وزارة التربية والتعليم تمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون في تطوير منظومة التعليم. وأعرب عن امتنان اليونيسف البالغ للثقة التي منحتها إياها الوزارة، والتي أتاحت للمنظمة فرصة تقديم قيمتها المضافة ضمن هذه الشراكة المتميزة. وأضاف أنه من خلال العمل المشترك مع وزارة التربية والتعليم، تمكنت المنظمة من تحليل الأرقام بشكل دقيق، ووجدت نتائج مبهرة تستحق التقدير. وأشار إلى أن التقييمات التي أُجريت شملت جميع الأطفال المشاركين في البرنامج، سواء في بدايته أو نهايته، مما أتاح رؤية واضحة للفارق الإيجابي الذي تحقق على مستوى الأداء التعليمي.

اقرأ أيضًا: قبول مفاجئ.. نتيجة تنسيق المرحلة الثانية نظام قديم أدبي: اعرف كليتك من مجموعك

آفاق مستقبلية: تعميم البرنامج وإدماج ذوي الهمم

وشهدت الجلسة النقاشية إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية. وتم التأكيد خلالها على أهمية تحفيز المعلمين المشاركين في البرنامج، إلى جانب دعم البرنامج القومي وتطبيقه في محافظات أخرى ليشمل جميع محافظات الجمهورية. كما شملت خطط المرحلة القادمة إدراج الطلاب ذوي الهمم ضمن مستفيدي البرنامج، لضمان تعليم شامل وعادل للجميع.

اقرأ أيضًا: طلب غير مسبوق! بسبب مفتاح الكعبة.. قريش تطلب من النبي إحياء جده قصي في واقعة تاريخية لا تُصدق