صافرات استهجان أم ترحيب؟.. بطولة أمريكا المفتوحة: سر انزعاج جماهير التنس من ظهور ترامب في النهائي

عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى بطولة أمريكا المفتوحة للتنس بعد غياب عشر سنوات، حيث شهدت المباراة النهائية بين الإسباني كارلوس ألكاراز والإيطالي يانيك سينر حضورًا رئاسيًا أثار ردود فعل متباينة بين هتافات وتذمر من الجمهور. وقد أضاف هذا الحضور بعدًا خاصًا للفعالية الرياضية الكبرى، تضمن إجراءات أمنية مشددة وتحديات تنظيمية ملحوظة.

حضور ترامب المفاجئ وردود فعل الجمهور في أمريكا المفتوحة

شهد مركز بيلي جين كينغ الوطني للتنس ظهور الرئيس دونالد ترامب لأول مرة منذ عقد، جالسًا بجانب الكأس الفضية التي نالها لاحقًا كارلوس ألكاراز. وقد أثار هذا الحضور تحديات تنظيمية كبيرة خلال اليوم الأخير للبطولة، ما تطلب تعزيزات أمنية مشددة تسببت في طوابير تفتيش طويلة. استغل الجمهور الفرصة للتعبير عن مشاعره المتباينة، فتارة بالترحيب وأخرى بالاحتجاج. ظهر ترامب على الشاشات الكبيرة في ملعب آرثر آش بعد انتهاء المجموعة الأولى، حيث قوبل بمزيج من الهتافات وموجات التذمر، ورد على ذلك بحركة شفاه تشير إلى كلمة “شكرًا”. تفاعل الرئيس مع بعض المشجعين مباشرة، ولوح للجمهور في عدة مناسبات، بما في ذلك عند دخوله جناح رولكس برفقة الرئيس التنفيذي للشركة، جان-فريدريك دوفور.

التحديات الأمنية وتأخير المباراة النهائية

تسببت إجراءات التأمين المشددة المصاحبة لحضور الرئيس السابق في تأخير المباراة النهائية لمدة 30 دقيقة عن موعدها الأصلي، مما أجبر ألكاراز وسينر على تعديل استعداداتهما. انتشر أفراد الخدمة السرية بزي عسكري داخل وخارج المجمع قبل ساعات من بدء المباراة، وأدت إجراءات التفتيش الإضافية في ملعب آرثر آش، الذي يتسع لحوالي 24 ألف متفرج، إلى ازدحام الطوابير في ساحته الخارجية، مما خلق تجربة أمنية مشابهة لتلك التي تحدث في المطارات المزدحمة. وعلى الرغم من التأخير، استمر تدفق المشجعين إلى الملعب بعد ساعة من بدء المباراة، حيث استقبلوا بقبعة زرقاء تذكارية للبطولة.

التغطية الإعلامية وتقييد ردود الفعل على الشاشات

سعى منظمو البطولة إلى الحد من إبراز ردود الفعل تجاه الرئيس على شاشات التلفزيون. لم يتم متابعة ردود الفعل الجماهيرية تجاه ترامب بعد المجموعة الأولى على قناة ABC، التي نقلت النهائي، حيث كانت القناة في استراحة إعلانية عند ظهوره على الشاشات. ووفقًا لمذكرة داخلية، طلب الاتحاد الأمريكي للتنس من المذيعين عدم إظهار “أي اضطرابات أو ردود فعل تجاه حضور الرئيس بأي صفة كانت”. رغم أن قناة ESPN، التي أنتجت المتابعة، لم تعلق رسميًا، إلا أن مصدرًا مطلعًا أكد أن القناة خططت لتغطية طبيعية للمباراة، ولم تحدث اضطرابات كبيرة. عند عودة المتابعة بعد المجموعة الأولى، لم يشر المعلقون إلى ظهور ترامب وبدأوا بالحديث عن أداء اللاعبين.

سجل ترامب في الفعاليات الرياضية الكبرى

لم يكن حضور ترامب في بطولة أمريكا المفتوحة حدثًا فريدًا، فقد ظهر في العديد من الفعاليات الرياضية الأخرى قبل وأثناء رئاسته. فقبل دخوله عالم السياسة، كان ترامب يمتلك جناحًا في البطولة لمدة عقدين تقريبًا حتى عام 2017. وخلال فترة رئاسته، حضر مباراة UFC في نيويورك، وغادر مباراة السوبر بول LIX في منتصف الشوط. كما يدعم ترامب دوري LIV للجولف، ويستضيف ملعبه في ميامي إحدى فعالياته. ومن المتوقع أن يحضر ترامب قرعة كأس العالم مع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو في واشنطن العاصمة في ديسمبر المقبل. يذكر أن حضوره الأخير في بطولة كبرى قبل هذا العام كان عام 2015، حيث تعرض للتذمر خلال مباراة ربع النهائي بين فينوس وسيرينا ويليامز.

ألكاراز بطلاً وتجاهل ترامب للكأس

توج الإسباني كارلوس ألكاراز بلقب بطولة أمريكا المفتوحة للتنس بعد أداء مميز، ليستعيد بذلك صدارة التصنيف العالمي. وقبل المباراة، وصف ألكاراز حضور الرئيس الأمريكي بأنه “شرف”، مضيفًا أنه سيحاول عدم التفكير في وجوده أثناء اللعب. وبعد فوز ألكاراز، صعد إلى المدرجات لتحية فريقه، وسلك درجًا تجنب فيه الاقتراب من جناح ترامب، متجهًا نحو مقصورته ومصافحًا المشجعين على طول الطريق. اللافت للنظر هو أن دونالد ترامب، ورغم جلوسه بجانب الكأس التي تحمل علامة تيفاني الأمريكية الشهيرة طوال المباراة، لم يقم بتقديم الكأس إلى ألكاراز الفائز في الملعب، على عكس ما فعله في مناسبات رياضية سابقة، مثل تقديمه الكأس لفريق تشيلسي في كأس العالم للأندية.