الخميس المقبل.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل ببدء السنة القبطية الجديدة 1742

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بعيد النيروز، رأس السنة القبطية الجديدة وبداية عام 1742 للشهداء، وذلك يوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025. يمثل هذا العيد مناسبة دينية وزراعية متجذرة في الحضارة المصرية القديمة، حيث يجدد الأقباط ارتباطهم بتقويم يعكس تاريخًا عريقًا من الإيمان والهوية.

ما هو عيد النيروز؟ وأصل التسمية

عيد النيروز هو أول أيام السنة القبطية ويُحتفل به في أول شهر توت، الذي يُعد بداية العام الجديد 1742 للشهداء حسب التقويم القبطي. يُشكل هذا العيد مناسبة مزدوجة، فهو ذكرى دينية تُخلد تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل الإيمان، كما أنه عيد زراعي يرمز إلى بداية الدورة الزراعية الجديدة، ويرتبط تاريخياً بفيضان النيل الذي كان شريان الحياة والخصوبة لمصر القديمة. تعود كلمة “نيروز” إلى أصل قبطي وهو “ني يارؤو” ويعني “الأنهار”، في إشارة واضحة إلى العلاقة الوثيقة بين العيد وفيضان النيل. ورغم أن البعض قد يظن أن الكلمة فارسية الأصل بسبب تحريف لغوي طرأ عليها مع دخول اليونانيين، إلا أن جذورها مصرية خالصة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. مواعيد قطارات القاهرة/السد العالي المعلنة من السكة الحديد

التقويم القبطي: جذور فرعونية وصبغة مسيحية

يُعد التقويم القبطي تقويمًا شمسيًا فريدًا نشأ وتطور من التقويم المصري القديم، الذي ابتكره الفراعنة لتنظيم مواسم الزراعة وتوقيتات فيضان نهر النيل. ومع حلول العصر البطلمي، خضع التقويم لتعديلات ليُعرف باسم “التقويم الإسكندري”. ثم تبنته الكنيسة القبطية ليكون تقويمها الرسمي بدءًا من عام 284 ميلادية، وهو العام الذي شهد بداية حكم الإمبراطور دقلديانوس الذي اشتهر بعصره الذي عُرف باضطهاد المسيحيين. من هنا، جاءت تسمية هذا التقويم بـ “تقويم الشهداء” تخليدًا لذكراهم.

تركيبة العام القبطي ودلالات شهر توت

يتكون العام القبطي من ثلاثة عشر شهرًا. اثنا عشر شهرًا من هذه الشهور تبلغ مدة كل منها ثلاثين يومًا، بالإضافة إلى شهر صغير يُعرف باسم “النسيء”. تبلغ مدة شهر النسيء خمسة أيام في السنوات البسيطة وستة أيام في السنوات الكبيسة، وذلك بهدف استكمال عدد أيام السنة الشمسية بشكل دقيق. يُعتبر شهر توت هو أول شهور السنة القبطية، ويحمل اسم الإله المصري القديم “تحوت” الذي كان يرمز للحكمة والمعرفة. لهذا السبب، يُطلق على شهر توت أيضًا اسم “شهر الحكمة”. يُعد هذا الشهر من أكثر الشهور التي تحمل رمزية دينية وزراعية عميقة في مصر، ففيه تبدأ دورة الفصول الزراعية الثلاثة الرئيسية: الفيضان، ثم البذار، وأخيرًا الحصاد.

اقرأ أيضًا: قفزة جديدة.. الذهب يقترب من أعلى مستوياته التاريخية على خلفية توقعات خفض الفائدة الأمريكية

طقوس احتفالات الكنيسة بعيد النيروز

تتسم احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز بخصوصية وروحانية مميزة. تبدأ هذه الطقوس الكنسية مساء يوم الأربعاء برفع بخور العشية، الذي يسبق اليوم الكبير.

  • تُقام صلوات القداس الإلهي صباح يوم الخميس، وهو يوم العيد نفسه.
  • تُتلى خلال هذه الصلوات قراءات وأناشيد خاصة بالمناسبة، تُقدم بنغمة الفرح والبهجة.
  • تُزين الكنائس بأغصان النخيل والريحان، كرمز للحياة والانتصار.
  • تُرتل الألحان القبطية العريقة التي ترتبط بذكرى الشهداء، بالإضافة إلى ترانيم التفاؤل ببداية عام جديد مملوء بالرجاء والبركة.

عيد النيروز: لقاء الإيمان بالتراث الزراعي

مع كل احتفال بعيد النيروز، يجدد المصريون ارتباطهم بتاريخهم العريق وتقويمهم الذي يجمع بين أصالة الإيمان المسيحي والهوية الزراعية المتجذرة في أرض النيل. يجسد هذا العيد استمرار حضارة تمتد لآلاف السنين، ويُذكرنا بمدى تلاحم الروحانية مع الحياة اليومية. إن بداية عام 1742 قبطيًا تحمل رسالة ثقافية وروحية تدعو للتأمل في غنى الماضي واستلهام الأمل لمستقبل مشرق.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تطور جديد في ملف الأراضي والفرص الاستثمارية بالمدن الجديدة | وزير الإسكان يكشف التفاصيل