تحول اقتصادي وشيك.. السيارات الكهربائية تفرض سيطرتها على السوق الأوروبي | توقعات بمشهد مختلف
تشهد أوروبا تحولاً جذرياً في قطاع صناعة السيارات، مدفوعاً بمساعي الشركات لتحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة لخفض الانبعاثات الكربونية. مع تصاعد الاهتمام العالمي بالاستدامة، تتزايد مبيعات السيارات الكهربائية بشكل ملحوظ، مؤذنة ببدء عصر جديد للنقل النظيف والمستدام في القارة.
ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية يقود التحول الأوروبي
أفادت دراسة حديثة أن معظم شركات تصنيع السيارات الأوروبية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف البيئية للاتحاد الأوروبي، بفضل الزخم الكبير في مبيعات المركبات الكهربائية الصديقة للبيئة. تشير التوقعات إلى أن السيارات الكهربائية ستشكل حوالي 18% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة بحلول نهاية عام 2025، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بنسبة 13.6% المسجلة العام الماضي. هذا النمو يعكس الاستثمار المتزايد في تكنولوجيا السيارات الكهربائية.
تحديات الاتحاد الأوروبي وصناعة السيارات: ضغوط ومنافسة
يفرض الاتحاد الأوروبي قيوداً صارمة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المركبات الجديدة، مهدداً الشركات المخالفة بغرامات مالية باهظة. تتزايد الضغوط على المفوضية الأوروبية لتخفيف هذه القواعد، خاصة في ظل المنافسة الشرسة من شركات السيارات الصينية التي تقدم طرازات كهربائية بأسعار تنافسية. كما أن الرسوم الجمركية الأمريكية المحتملة تزيد من تعقيد المشهد وتؤثر على ديناميكيات السوق الأوروبية.
شركات السيارات الأوروبية على مسار تحقيق الأهداف البيئية
وفقاً لمجموعة “ترانسبورت أند إنفارونمنت” البيئية، فإن غالبية شركات صناعة السيارات في أوروبا، باستثناء شركة مرسيدس بنز، تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الأزاف المحددة من الاتحاد الأوروبي للفترة بين عامي 2025 و2027. هذا الالتزام يعكس جهوداً حثيثة تبذلها الشركات للاستثمار في التكنولوجيا الخضراء وتطوير بطاريات السيارات الكهربائية المتطورة التي تعزز من كفاءة هذه المركبات وتقلل من بصمتها الكربونية.
أوروبا تستعد للتخلص من محركات الاحتراق الداخلي بحلول 2035
في خطوة استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية والحد من التلوث، يعتزم الاتحاد الأوروبي وقف بيع جميع السيارات الجديدة العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي بحلول عام 2035. من المتوقع أن يعزز هذا القرار بشكل كبير الاعتماد على السيارات الكهربائية والهجينة، ما يمثل ثورة صناعية حقيقية في قطاع النقل المستدام ويجعل أوروبا في طليعة هذا التحول العالمي نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات الضارة. هذا التحول يعد بخلق فرص اقتصادية جديدة ويساهم في تحقيق أهداف المناخ الطموحة.