قفزة جديدة.. الذهب يقترب من أعلى مستوياته التاريخية على خلفية توقعات خفض الفائدة الأمريكية

اقتربت أسعار الذهب من أعلى مستوياتها التاريخية اليوم الاثنين، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض البنك المركزي الأمريكي لأسعار الفائدة هذا الشهر. يأتي هذا الارتفاع اللافت بعد تقرير الوظائف الأمريكية الذي جاء أضعف من المتوقع الأسبوع الماضي، ما عزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين في ظل تدهور ظروف سوق العمل.

الذهب يقترب من أعلى مستوياته التاريخية مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث جرى تداول المعدن الأصفر في المعاملات الفورية عند مستوى 3587 دولارًا للأونصة بحلول الساعة السادسة صباحًا بتوقيت السعودية. في الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر إلى 3626 دولارًا للأونصة، لتقترب بذلك الأسعار من حاجز الـ 3600 دولار، وهو مستوى قياسي غير مسبوق.

يُعد هذا الارتفاع انعكاسًا مباشرًا لتزايد احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة. وعلق كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى “كابيتال دوت كوم”، قائلًا إن المحرك الرئيسي وراء هذا الصعود هو بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة وتوقعات السوق القوية بخفض الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر سبتمبر. وأضاف رودا أن هذا يمثل تحولًا كبيرًا في التوقعات مقارنة بالفترة التي سبقت إعلان بيانات الوظائف، مؤكدًا أن “جميع العوامل الداعمة للذهب متوفرة حاليًا”.

بيانات الوظائف الأمريكية تضغط على الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة

جاء هذا التحول في التوقعات بعد تراجع حاد في نمو الوظائف داخل الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس. وارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له في نحو أربع سنوات، مسجلًا 4.3%، مما يؤكد تدهور ظروف سوق العمل. هذه البيانات الاقتصادية الضعيفة تعزز بشكل كبير احتمالات لجوء البنك المركزي الأمريكي إلى خفض سعر الفائدة في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل.

تشير أداة “فيد ووتش” (FedWatch)، التي تتابع توقعات السوق لقرارات الفيدرالي، إلى أن المتعاملين يضعون في حسبانهم احتمالًا كبيرًا لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية اجتماع السياسة النقدية الذي يستمر يومين حتى السابع عشر من سبتمبر. كما توجد نسبة 8% لاحتمال خفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس.

تأثير خفض الفائدة على جاذبية الذهب والدولار

يؤثر خفض أسعار الفائدة بشكل مباشر على جاذبية الذهب بطريقتين رئيسيتين. أولًا، يقلل انخفاض الفائدة من “تكلفة الفرصة البديلة” لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا للمستثمرين، مما يجعله أكثر جاذبية مقارنة بالاستثمارات الأخرى التي تعتمد على الفائدة. ثانيًا، يتسبب خفض الفائدة في إضعاف قيمة الدولار الأمريكي، مما يجعل الذهب أرخص للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى غير الدولار، وبالتالي يزيد الطلب عليه عالميًا. هذه العوامل مجتمعة تسهم في ارتفاع أسعار الذهب العالمية.

أسعار المعادن الثمينة الأخرى تسجل تراجعات طفيفة

في المقابل، شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا طفيفًا في المعاملات الفورية.