أزهرية حسمتها.. هل تغني صلاة العيد عن الجمعة إذا اجتمعا في يوم واحد؟

هل تسقط صلاة الجمعة إذا وافقها يوم العيد؟ رأي الأزهر والمذاهب الفقهية

يتساءل الكثيرون عن حكم صلاة الجمعة عندما تتزامن مع يوم العيد، وهل تجزئ صلاة العيد عن صلاة الجمعة؟ مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح هذه المسألة الهامة التي تثير اهتمام المسلمين، مؤكداً أن كلا الصلاتين من شعائر الإسلام العظيمة التي يجب على الأمة إقامتها، ولا يجوز التخلي عن أي منهما حتى لو اجتمعتا في يوم واحد على مستوى الأمة ككل.

اختلاف الفقهاء في حكم اجتماع العيد والجمعة على الأفراد

على الرغم من إجماع الأمة على أهمية الصلاتين، إلا أن الفقهاء اختلفوا في حكم الجمع بين صلاتي العيد والجمعة على مستوى الأفراد، وهل يمكن لمن صلى العيد جماعة أن تسقط عنه صلاة الجمعة؟ لنستعرض آراء المذاهب الفقهية الأربعة في هذه المسألة:

1. رأي الحنفية والمالكية: لكل صلاة حكمها المستقل

ذهب فقهاء المذهب الحنفي والمالكي إلى أن صلاة العيد وصلاة الجمعة هما عبادتان مستقلتان عن بعضهما، ولا يمكن أن تغني إحداهما عن الأخرى. بمعنى أن المسلم مطالب بأداء كلتيهما إذا اجتمعتا في يوم واحد، ولا تسقط الجمعة بصلاة العيد.

اقرأ أيضًا: فرنسا قالت لأ.. نقابة ميناء فرنسية ترفض تحميل حاوية عسكرية لإسرائيل وتعلن: لن نشارك بالمجازر

2. رأي الشافعية: المشقة هي الفيصل في عدم الأداء

يرى فقهاء المذهب الشافعي أن صلاة الجمعة لا تسقط عمن أدى صلاة العيد جماعة، إلا في حالة واحدة وهي وجود مشقة حقيقية عليه في الذهاب لأداء صلاة الجمعة. فإذا كانت هناك مشقة بالغة، يمكن للمسلم أن يُرخص له في عدم أداء الجمعة.

3. رأي الحنابلة: الجمعة تسقط وتجب صلاة الظهر بدلاً عنها

أما المذهب الحنبلي، فقد ذهب إلى أن صلاة الجمعة تسقط عمّن صلى العيد في جماعة. لكن هذا لا يعني الإعفاء الكلي من الصلاة، بل يجب عليه أداء صلاة الظهر أربع ركعات بدلاً من الجمعة. واستند الحنابلة في رأيهم هذا إلى حديث شريف لسيدنا رسول الله ﷺ قال فيه: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ». [أخرجه أبو داود].

الخلاصة والتطبيق العملي: متى يجوز ترك الجمعة وصلاة الظهر؟

بناءً على ما تقدم من آراء الفقهاء، يمكن للمسلم أن يتصرف في حال اجتماع العيد والجمعة كالتالي:

اقرأ أيضًا: عاجل.. وزير الخارجية: جهود الوساطة مستمرة لوقف إطلاق النار فى غزة بالتعاون مع قطر وأمريكا

إذا وجدت مشقة واضحة في الخروج لأداء صلاة الجمعة بعد صلاة العيد جماعة، سواء كانت هذه المشقة بسبب:

  • السفر
  • المرض
  • بعد مكان المسجد
  • فوات مصلحة معتبرة لا يمكن تعويضها

في هذه الحالات، يجوز لك أن تقلِّد رأي الحنابلة، الذي أجاز ترك الجمعة لمن صلى العيد في جماعة، مع وجوب أداء صلاة الظهر أربع ركعات.

الأفضلية النبوية: الجمع بين الصلاتين

أما من لم يجد مشقة في أداء الصلاتين (العيد والجمعة)، ولم تفتّه أي مصلحة معتبرة بسبب أدائهما، فالأولى والأفضل له أن يؤديهما معًا. وذلك لأن هدي سيدنا رسول الله ﷺ وسنته كانت الجمع بين أداء صلاتي العيد والجمعة، وهو ما يعكس الأفضلية وكمال الأجر.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *