كشف الخبير الأمني والاستراتيجي، أنبيل رشوان، في مداخلة هاتفية مع فضائية “إكسترا نيوز”، عن أبعاد مثيرة للاهتمام حول تطور القدرات العسكرية الأوكرانية الأخيرة، وتأثيرها على مسار المفاوضات مع روسيا. فبعد هجوم “شبكة العنكبوت” وتفجير جسر القرم، تتصاعد التساؤلات حول طبيعة الرد الروسي والمستقبل الدبلوماسي للأزمة.
تطور لافت في قدرات أوكرانيا العسكرية: هجوم “شبكة العنكبوت” وتفجير جسر القرم
أوضح رشوان أن الهجومين، اللذين استهدفا “شبكة العنكبوت” وجسر القرم، يبرزان تقدمًا نوعيًا في الإمكانات العسكرية الأوكرانية. ففي هجوم شبكة العنكبوت، لجأت كييف لاستخدام طائرات مسيرة ذكية، أُرسلت داخل حاويات خشبية تُفتح تلقائيًا عند اقترابها من الأهداف، مما قلل بشكل كبير من قدرة الدفاعات الروسية على اعتراضها.
وبالنسبة لتفجير جسر الكيرتج (الذي يربط القرم بروسيا)، أشار الخبير إلى أنه نُفذ بواسطة ألغام بحرية. ومع ذلك، قلل رشوان من أهمية هذا الجسر حيويًا لروسيا، مؤكدًا وجود طريق بري بديل يمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها موسكو.
أهداف أوكرانيا من العمليات الأخيرة: تعزيز موقفها التفاوضي
أكد أنبيل رشوان أن هذه العمليات العسكرية لم تكن وليدة اللحظة، بل استغرقت 18 شهرًا من التخطيط الدقيق. الهدف الأساسي منها، بحسب رشوان، هو تعزيز موقف أوكرانيا التفاوضي قبل المحادثات التي انطلقت في الثاني من يونيو الجاري.
ورغم هذه الهجمات، أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استمرار مسار التفاوض، الأمر الذي يثير تساؤلات حول طبيعة الرد الروسي المحتمل وخطوات موسكو القادمة.
موقف روسيا الحالي وأوراق قوتها في الصراع
لفت رشوان إلى أن روسيا لا تزال تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي الأوكرانية، تقدر بنحو 22% من إجمالي مساحة أوكرانيا. وتمتلك موسكو أوراق قوة هائلة في هذا الصراع، بما في ذلك قدرتها على إقامة مناطق عازلة في مدن استراتيجية مثل خاركيف وسومي.
رسالة أوكرانيا لواشنطن: إثبات القدرات العسكرية
يرى رشوان أن أوكرانيا قد تسعى من خلال هذه العمليات الأخيرة إلى إرسال رسالة واضحة للرئيس الأمريكي، وإثبات قدراتها العسكرية على الأرض. يأتي هذا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي ألمح فيها إلى افتقار كييف لأوراق تفاوض قوية.
هل تهديدات روسيا النووية واقعية؟ درس تشرنوبيل يوضح
وفيما يتعلق بالتهديدات الروسية المتكررة بشأن التأهب النووي، شدد رشوان على أنها “غير واقعية”. وبرر ذلك بأن أي ضربة نووية، حتى لو كانت محدودة، ستتسبب بضرر بالغ للأراضي الروسية نفسها نظراً للقرب الجغرافي بين الدولتين.
واستشهد الخبير بتجربة تشرنوبيل الكارثية، مؤكداً أن الغرب لن يسمح بمثل هذا التصعيد، وأن العواقب ستكون وخيمة على الجميع.
تحديات المفاوضات القادمة: هدنة طويلة أم قصيرة؟
في الختام، أكد رشوان أن مسار المفاوضات سيستمر. لكن التحدي الأكبر الذي تواجهه أوكرانيا هو الإصرار على فرض هدنة طويلة الأمد، بينما تقترح روسيا هدنة قصيرة، مما يشير إلى استمرار الخلافات الجوهرية حول شروط إنهاء الصراع.