لحظات عصيبة.. معجزة طبية تُعيد الحياة لمعتمر توقف قلبه في المسجد النبوي أثناء صلاة الجمعة
أنقذت هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمدينة المنورة حياة معتمر إندونيسي يبلغ من العمر 66 عامًا، بعد تعرضه لتوقف كامل في القلب والتنفس أثناء أدائه صلاة الجمعة داخل المسجد النبوي الشريف. نجحت فرق الإسعاف في إعادة النبض للمعتمر خلال دقيقة و46 ثانية بفضل التدخل الطبي العاجل والتنسيق السريع، وتم نقله بعد استقرار حالته لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
سرعة الاستجابة تنقذ حياة معتمر بالمسجد النبوي
تعود تفاصيل الواقعة إلى وقت الظهيرة حين تلقى مركز الترحيل الطبي التابع للهيئة بلاغًا عاجلًا عند الساعة 12 و31 دقيقة ظهرًا يفيد بسقوط معتمر داخل المسجد في وضع صحي حرج. استدعى البلاغ تدخلًا فوريًا من فرق الإسعاف والطوارئ التي وصلت إلى الموقع بسرعة قياسية. عند وصول الفريق الطبي، تبين أن المعتمر قد فقد النبض تمامًا وتوقفت عملية التنفس لديه، حيث بدأ المسعفون على الفور تنفيذ بروتوكول الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام جهاز الصدمات الكهربائية. بفضل الله ثم بالاستجابة السريعة، تمكن الفريق من إعادة النبض للمعتمر خلال دقيقة و46 ثانية فقط، وهو وقت قياسي يعكس الاحترافية في التعامل مع حالات توقف القلب الحرجة.
تنسيق محكم ومواقع استراتيجية لفرق الهلال الأحمر
أوضح الدكتور أحمد بن علي الزهراني، مدير عام فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة، أن التنسيق الفوري بين مركز الترحيل والفرق الميدانية كان له دور حاسم في تسريع الاستجابة ووصول الإسعاف خلال لحظات معدودة. وأضاف أن الموقع الاستراتيجي للفرق الإسعافية المتمركزة داخل نطاق المسجد النبوي ومحيطه مكنها من الوصول للحالة قبل تفاقم الوضع الصحي، مما أنقذ حياة المعتمر من موت محقق بفضل الله. أكد الزهراني أن المعتمر الإندونيسي تم نقله إلى المستشفى فور استقرار حالته الأولية بعد إنعاش القلب والتنفس، حيث خضع للمزيد من الإجراءات الطبية الدقيقة تحت إشراف طاقم طبي متخصص.
جاهزية متواصلة لخدمة ضيوف الرحمن
بين الدكتور الزهراني أن هيئة الهلال الأحمر السعودي تواصل على مدار الساعة تغطية نطاق المسجد النبوي والمناطق المجاورة بخطط طوارئ متكاملة. تشمل هذه الخطط:
- فرق إسعاف راجلة لسهولة الحركة داخل الزحام.
- مركبات إسعاف عالية التجهيز للتعامل مع مختلف الحالات.
- معدات تدخل فوري للحالات الحرجة التي تتطلب استجابة سريعة.
وشدد على أن فرق الهلال الأحمر مزودة بكافة الأجهزة المتقدمة التي تساعد في التعامل مع توقف القلب، مثل جهاز الصدمات الكهربائية ومضخات الأوكسجين المحمولة، إلى جانب الكوادر المؤهلة والمدربة على حالات الإنعاش القلبي الرئوي.
تعزيز الجاهزية خلال المواسم الدينية
أوضح الدكتور الزهراني أن الهيئة تسعى باستمرار إلى تعزيز جاهزية طواقمها للتعامل مع كافة الطوارئ داخل الحرم النبوي، خاصة خلال المواسم الدينية التي تشهد ازدحامًا كبيرًا من الزوار والمعتمرين من مختلف الجنسيات. وأشار إلى أن هذه الحالة تعكس كفاءة منظومة الطوارئ السعودية في إنقاذ الأرواح والقدرة على التعامل مع المواقف الحرجة بكل سرعة ومهنية، وهو ما تؤكده الإحصاءات والتقارير الدورية للهيئة.
دعوة للوعي وأهمية الإبلاغ الفوري عن الحالات الطارئة
أعرب الزهراني عن شكره العميق لأفراد الفريق الميداني الذين تعاملوا مع الحالة باحترافية عالية، مشيدًا بسرعة الأداء والالتزام بالبروتوكولات الطبية التي كان لها الأثر المباشر في إنقاذ حياة المصاب. كما شدد على أهمية وعي الزوار والمعتمرين بالإجراءات الصحية الأساسية، وضرورة الإبلاغ الفوري عند حدوث أي طارئ لضمان تقديم الخدمة الطبية في أقصر وقت ممكن وبأعلى جودة. اختتم تصريحه بالتأكيد على أن هيئة الهلال الأحمر السعودي ماضية في أداء رسالتها الإنسانية السامية لتقديم الخدمات الطبية العاجلة في جميع الظروف والأوقات، انطلاقًا من توجيهات القيادة الرشيدة.