بعد 28 عامًا من العمل.. مسؤول بالسياحة يكشف تطورات ملف الآثار الغارقة بالإسكندرية بعد عودته للواجهة.
شهدت الإسكندرية مؤخرًا الكشف عن موقع أثري غارق جديد، مما يسلط الضوء على الجهود المصرية المتواصلة في مجال الآثار الغارقة. أكد الدكتور باسم إبراهيم، مدير عام الإدارة العامة للخدمات بالمواقع السياحية والأثرية والمتاحف، أن هذا الملف ليس بجديد على وزارة السياحة والآثار، مشيرًا إلى خبرة مصرية تمتد لعقود في حماية واستكشاف هذا التراث الفريد بجهود كوادر وطنية متخصصة.
مسيرة العمل في الآثار الغارقة بالإسكندرية
أوضح الدكتور باسم إبراهيم، في تصريحات لبرنامج “ستوديو إكسترا” على قناة “إكسترا نيوز”، أن العمل في مجال الآثار الغارقة بمصر بدأ فعليًا منذ تأسيس الإدارة العامة للآثار الغارقة عام 1996. وجاء الكشف الأخير عن موقع أثري غارق في الإسكندرية في توقيت مناسب، لا يقتصر دوره على إبراز الأهمية الكبيرة للتراث الثقافي المغمور بالمياه في مصر، بل يمتد ليشمل تسليط الضوء على الجهود الحثيثة التي تبذلها الإدارة العامة للآثار الغارقة، وعلى الدور المحوري الذي يلعبه الأثريون المصريون في تحقيق إنجازات ملموسة وبارزة في هذا التخصص الدقيق.
نهج مصر المزدوج في استكشاف المواقع الأثرية الغارقة
تعمل الإدارة العامة للآثار الغارقة على محورين رئيسيين في جهودها لاستكشاف وحماية المواقع الأثرية تحت الماء. يتمثل المحور الأول في العمل المستقل من خلال بعثات مصرية بالكامل، تعتمد على الكفاءات والخبرات الوطنية في كافة مراحل البحث والتنقيب. أما المحور الثاني، فيقوم على التعاون الوثيق مع بعثات أجنبية متخصصة، وذلك في إطار شراكات علمية مستمرة تمتد لسنوات طويلة، تسهم في تبادل الخبرات والمعرفة. وأشار الدكتور إبراهيم إلى وجود مواقع أثرية يتم العمل بها بشكل مشترك مع هذه البعثات الدولية، بينما يتم التعامل مع مواقع أخرى، مثل الموقع الذي تم الكشف عنه مؤخرًا في الإسكندرية، بجهود مصرية خالصة تؤكد على الاكتفاء الذاتي والخبرة المحلية.
خبرة مصرية عميقة في التراث البحري بالإسكندرية
شدد الدكتور باسم إبراهيم على حجم الجهد المبذول في مواقع الآثار الغارقة، مستشهدًا بخبرته الشخصية التي تمتد لثمانية عشر عامًا ضمن فرق الغوص. وقد أتاح له هذا العمل الميداني فرصة مشاهدة كافة تفاصيل العمل عن كثب، مؤكدًا أن الإسكندرية تُعد من أهم المدن التي تحتضن هذا النوع الفريد من التراث الثقافي الغارق. وتبرز هذه الجهود مدى التزام مصر بحماية واستكشاف كنوزها المغمورة بالمياه، وتسليط الضوء على الإرث الحضاري الغني للمدينة الساحلية العريقة.