من السبت.. عبدالعزيز الحصيني يحسمها ويكشف تفاصيل موسم التقلبات الصحية والمناخية الخطيرة
يُعلن الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني عن بدء موسم الصفري يوم السبت 14 ربيع الأول الموافق السادس من سبتمبر، والذي يستمر لمدة 27 يومًا. يُعد هذا الموسم مرحلة انتقالية مهمة تفصل بين حرارة الصيف الشديدة وأجواء الخريف المعتدلة، ويحمل معه بشائر تغيرات جوية ملحوظة في المنطقة.
موعد بدء موسم الصفري ومدته الزمنية
كشف الباحث عبدالعزيز الحصيني، عضو لجنة تسمية الحالات المناخية، أن يوم السبت الموافق الرابع عشر من ربيع الأول، والذي يصادف السادس من سبتمبر، هو البداية الرسمية لموسم الصفري. يمتد هذا الموسم لمدة سبعة وعشرين يومًا، ليُشكل بذلك جسرًا مناخيًا بين وهج الصيف اللاهب ونسمات الخريف اللطيفة، وهو ما يجعله ذا أهمية بالغة في التقويم الفلكي والشعبي.
دلالات الصفري في التراث العربي وعلم المناخ
يمثل موسم الصفري عند العرب بداية فعلية لفصل الخريف، وقد ارتبط في الموروث الشعبي بخصائص مناخية محددة وعلامات فلكية واضحة. يتزامن هذا الموسم مع ظهور نجمي الجبهة والزبرة، وهما من أبرز المنازل الفلكية التي تدل على هذا الوقت من العام. كان العرب قديمًا يعتبرون الصفري مؤشرًا طبيعيًا على تحول الفصول، حيث تبدأ الأرض بالتجدد ويقل تأثير الشمس الحارقة، مما يبشر الناس باقتراب اعتدال الطقس بعد عناء أشهر الصيف الطويلة.
أسباب تسمية الصفري بهذا الاسم
ارتبطت تسمية الصفري بعدة اجتهادات تاريخية وشعبية، حيث تتعدد الروايات حول أصل هذا الاسم:
- قيل إن الصفري سُمّي بهذا الاسم بسبب اصفرار لون السماء مع تغير الأجواء الجوية تدريجيًا.
- ربط بعض القدماء بينه وبين اصفرار الأجساد نتيجة لانتشار أمراض الحمى التي كانت تكثر في هذه المرحلة الانتقالية من العام.
التقلبات الجوية وخصائص موسم الصفري
يتميز موسم الصفري بتقلبات جوية لافتة، فهو يحمل في طياته الكثير من التحولات المناخية. تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض تدريجيًا بعد شهور طويلة من الحر الشديد، وتزداد نسب الرطوبة في الجو. هذه الأجواء تتهيأ لاستقبال أمطار الوسم، التي تُعد من أهم الفترات للسنة الزراعية. وقد يحمل الصفري أحيانًا أجواء غير مستقرة، تتداخل فيها أيام الحر المتأخر مع برودة مبكرة، مما يجعله موسمًا متقلبًا بطبيعته ويستدعي الانتباه للصحة، خاصة مع انتشار أمراض البرد والحمى خلال هذه المرحلة الانتقالية. تبدأ مظاهر الصفري بالوضوح مع تباشير الصباح الباكر، حيث يشعر الناس ببرودة نسبية بعد ليالٍ حارة، كما تزداد حركة الرياح ويظهر تغير واضح في لون السماء عند الغروب والشروق.
أهمية موسم الصفري للمزارعين والرعاة
تكتسب فترة الصفري أهمية خاصة وكبيرة لدى فئات المزارعين والرعاة في المنطقة. فهي تحدد مواعيد الزراعة المختلفة وحركة الماشية، إذ تبدأ الأرض في الاستعداد لمواسم المطر اللاحقة. يُعاد ترتيب النشاط الزراعي بشكل كامل بما يتناسب مع التحولات المناخية المقبلة، مما يجعله عنصرًا حيويًا في تخطيطهم السنوي للمحاصيل والثروة الحيوانية.
الصفري في الأمثال الشعبية والتحذيرات الصحية
حظي موسم الصفري باهتمام كبير في التراث العربي، حيث ارتبطت به الكثير من الأمثال الشعبية والتحذيرات الصحية التي توارثتها الأجيال. كان الناس يعتقدون أن أمراض الحمى والأنفلونزا تنتشر وتكثر في أيامه بسبب التغيرات السريعة في الأجواء. ولذلك، كان أهل البادية يتجنبون بعض الأنشطة الشاقة في هذه الأيام خشية التعرض للإرهاق أو الإصابة بالحمى، كما كانوا ينصحون بالاعتدال في الطعام والشراب استعدادًا لتقلبات الطقس غير المتوقعة.
الصفري بوابة الخريف واهتمام العلماء به
يسبق الصفري موسم الوسم الذي يُعد من أجمل فصول السنة في الجزيرة العربية، حيث تتفتح الأرض وتزداد الخضرة بفضل الأمطار. لكن الصفري يظل هو العلامة الأولى التي تشير إلى بداية الانحدار التدريجي نحو أجواء الخريف اللطيفة. إن متابعة هذه المواسم ليست مجرد اهتمام شعبي، بل هي علم متكامل يجمع بين الفلك والمناخ والزراعة، وهو ما دفع علماء العرب قديمًا إلى الربط بين منازل القمر والنجوم وتغيرات الطقس. وحتى اليوم، ما زال الصفري يحظى بمتابعة واسعة لدى المهتمين بالأرصاد الجوية والزراعة، وحتى لدى عامة الناس الذين يترقبون بدايته كإعلان بانتهاء الحر اللاهب وبداية الأجواء المعتدلة التي تمهد لعودة النشاطات الخارجية الممتعة. يظل الصفري موسمًا محوريًا في التقويم السنوي، فهو يجسد التحول من صيف قاسٍ إلى خريف لطيف، ويمثل البوابة التي تفتح الطريق نحو فصل أكثر اعتدالًا وحيوية.