القمر يختفي كليًا.. خسوف قمري شامل يجعل قرص القمر يتلاشى تمامًا عن سماء الليل
شهدت سماء العالم ليلة أمس ظاهرة فلكية نادرة ومبهرة، تمثلت في خسوف كلي للقمر، حيث اختفى قرص القمر تمامًا عن الأنظار ثم تحول إلى لون أحمر نحاسي مذهل. هذا الحدث الكوني أثار إعجاب ملايين المشاهدين في مختلف أنحاء الكرة الأرضية، وقدم مشهدًا فلكيًا لا يُنسى.
ظاهرة الخسوف الكلي للقمر: “قمر الدم”
يعتبر الخسوف الكلي للقمر من أروع الظواهر الفلكية التي يمكن مشاهدتها. في هذا النوع من الخسوف، يمر القمر بأكمله عبر الظل الداخلي للأرض المعروف بمنطقة “الظل الحقيقي” (Umbra). وخلال هذه المرحلة، لا يختفي القمر تمامًا بل يكتسب لونًا أحمر داكنًا أو نحاسيًا، مما يمنحه لقب “قمر الدم” أو “القمر الدموي” بسبب تشتت ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض بطريقة مماثلة لما يحدث عند شروق الشمس وغروبها.
كيف يحدث الخسوف القمري الكلي؟
يحدث الخسوف القمري الكلي عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم تقريبًا، بحيث تكون الأرض بين الشمس والقمر. تحجب الأرض ضوء الشمس المباشر عن سطح القمر، ومع ذلك، لا يصبح القمر مظلمًا تمامًا. بدلًا من ذلك، تمر بعض أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، الذي يعمل كعدسة ضخمة. تقوم جزيئات الغلاف الجوي بتشتيت الضوء الأزرق والأخضر بفعالية أكبر، بينما تسمح للضوء الأحمر والبرتقالي بالمرور والوصول إلى سطح القمر، مما يفسر لونه المميز أثناء الخسوف.
أفضل مناطق رؤية الخسوف القمري
عادةً ما يكون الخسوف الكلي للقمر مرئيًا من نصف الكرة الأرضية الذي يكون فيه الليل وقت حدوثه. شهدت مناطق واسعة من آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين هذا الحدث البصري المذهل بوضوح تام، حيث لم تتأثر الرؤية بالغيوم أو التلوث الضوئي في العديد من المواقع. لم تكن هناك حاجة لمعدات خاصة لمشاهدة الخسوف، لكن استخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة يمكن أن يعزز تجربة المشاهدة ويوضح التفاصيل السطحية للقمر.
متابعة الظاهرة الفلكية القادمة
يتطلع عشاق الفلك دومًا إلى الظواهر السماوية القادمة. على الرغم من أن الخسوف الكلي للقمر لا يحدث كثيرًا، إلا أن هناك العديد من الأحداث الفلكية الأخرى التي يمكن متابعتها على مدار العام. يمكن للمهتمين بالرصد الفلكي الاطلاع على جداول وتقاويم الظواهر الفلكية الصادرة عن المراصد والهيئات المتخصصة لمعرفة مواعيد الخسوفات القمرية والشمسية القادمة، بالإضافة إلى زخات الشهب واقترانات الكواكب.