مستقبل مصر التنموي.. وزيرة التخطيط تحدد أساس صياغة السردية الوطنية للتنمية
أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عن انطلاق “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” في أكتوبر 2024، مؤكدة أنها تمثل إطارًا لخطة الدولة الاجتماعية والاقتصادية متوسطة الأجل للفترة من العام المالي 2026/2027 حتى 2030. تهدف هذه السردية إلى تحديد نموذج اقتصادي مستهدف لمصر، يعتمد على تعزيز القطاعات الإنتاجية، خاصة التصنيع والتصدير، من خلال تكامل الاستراتيجيات الوطنية وإشراك المجتمع.
السردية الوطنية للتنمية: رؤية مصر المستقبلية
أوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن عمل الوزارة يخضع لقانونين، وبموجبهما، يجب أن تلتزم خطة الدولة الاجتماعية والاقتصادية بجدول زمني يمتد لثلاث سنوات عند عرضها على مجلس النواب القادم. هذا ما دفع الوزارة للبدء في صياغة السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية منذ أكتوبر 2024. وشددت على أن الدولة تضع ضمن أولوياتها القصوى تحديد نموذج الاقتصاد المستهدف لمصر، بما يضمن التنمية الشاملة والمستدامة.
تعزيز البنية التحتية ودعم الصناعة والتصدير
كشفت وزيرة التخطيط على هامش مؤتمر إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، أن السنوات الماضية شهدت تركيزًا كبيرًا على الإنفاق في البنية التحتية، وهو ما أسفر عن بناء قاعدة قوية. هذه القاعدة باتت اليوم تدعم جهود التصنيع والتصدير بشكل فعال. وأشارت إلى أن مصر تمتلك فرصة كبيرة للاستثمار في القطاعات الإنتاجية والوصول إلى الأسواق العالمية، خاصة في الأنشطة التي تحقق قيمة مضافة عالية. من هنا، تبرز الأهمية البالغة للإصلاحات والاستراتيجيات القطاعية التي تضمن استمرارية التصنيع والتصدير، وهو جوهر ما تتبناه السردية الوطنية.
تكامل الاستراتيجيات لنمو اقتصادي مستدام
أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن السردية الوطنية تعكس تكاملًا واضحًا بين الاستراتيجيات المختلفة للدولة. على سبيل المثال، يتم الربط بين استراتيجية الاستثمار الأجنبي المباشر واستراتيجية الصناعة، بهدف الترويج الفعال للفرص الاستثمارية المتاحة. وأضافت أن جميع هذه التفاصيل والأهداف مرصودة ومفصلة داخل السردية. كما يجري ترجمة كل الاستراتيجيات إلى أهداف تنموية محددة ضمن برنامج الإصلاحات الهيكلية، مع وضع جدول زمني واضح للتنفيذ لكل جهة معنية، ما يضمن ترابط السياسات وتحقيق أهداف السردية الوطنية ويعكس تنسيقًا وتكاملًا ملموسًا بين مختلف التوجهات.
دور الحوار المجتمعي في صياغة السردية
شددت المشاط على أن السردية وطنية بامتياز وليست مقتصرة على الحكومة فقط، ولذلك كان من الضروري فتح المجال أمام الحوار المجتمعي الواسع. وقد تم إعداد فصول السردية المختلفة بالاعتماد على بيانات دقيقة، أدلة قوية، وأطر قانونية حاكمة، مع تخصيص مقررين من الخبراء المتخصصين لكل فصل. ومن المقرر عقد جلسات نقاشية وحوارية تهدف إلى تضمين توصيات أو مراجعات من المجتمع. وأوضحت أن جانبًا آخر من هذا الحوار يتم عبر تطبيق “شارك”، الذي يتيح لأي مواطن الاطلاع على السردية والمشاركة بآرائه ومقترحاته، مما يعزز الشفافية والشمولية في صياغة هذه الرؤية المستقبلية لمصر.