لأكثر من ساعة.. “القمر القرمزي” يزين سماء المملكة في مشهد فلكي نادر
شهدت سماء المملكة العربية السعودية، مساء يوم الأحد، ظاهرة فلكية نادرة تمثلت في خسوف قمري كلي أثار اهتمام هواة الفلك والمصورين. تحول القمر خلال هذه الظاهرة إلى اللون الأحمر الداكن، وهو ما يعرف اصطلاحًا بـ”القمر القرمزي” الذي أضاء الليل لساعات طويلة.
المملكة ترصد ظاهرة “القمر القرمزي” النادرة
توافد عشاق الفلك والمصورون من جميع أنحاء المملكة لرصد ومشاهدة الخسوف القمري الكلي الذي رسم لوحة طبيعية فريدة في سماء الأحد. بدأت مراحل الخسوف عندما دخل القمر تدريجيًا في ظل الأرض، ليتحول من الخسوف الجزئي إلى الكلي بشكل تدريجي. أتاح هذا الحدث الفلكي فرصة ذهبية للمهتمين بمراقبة الظاهرة بالعين المجردة، بالإضافة إلى استخدام التلسكوبات والكاميرات الفلكية المتخصصة لالتقاط صور نادرة للقمر المتوهج باللون الأحمر.
الجمعية الفلكية بجدة تشرح ظاهرة اللون الأحمر للقمر
أوضح ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن اللون الأحمر الذي يكتسبه القمر خلال خسوفه هو نتيجة لظاهرة طبيعية مثيرة. يحدث ذلك عندما ينكسر ضوء الشمس في الغلاف الجوي للأرض، حيث يتم تصفية الأطوال الموجية الزرقاء من الضوء، بينما تسمح للألوان الحمراء والبرتقالية بالمرور والانعكاس على سطح القمر، مما يجعله يظهر باللون القرمزي. أضاف أبو زاهرة أن الخسوف القمري يحدث فقط عندما يكون القمر بدرًا، لكن ميلان مدار القمر بزاوية خمس درجات تقريبًا عن مدار الأرض حول الشمس يعني أن الأرض لا تحجب ضوء الشمس عن القمر بشكل كامل إلا في مناسبات محددة.
خسوف سبتمبر: حدث فلكي بارز ودراسات جديدة
يعد خسوف 7 سبتمبر من أطول الخسوفات التي يشهدها هذا العقد، حيث استمرت مرحلته الكلية لأكثر من ساعة، مما زاد من أهميته لدى المراقبين والباحثين. أفاد أبو زاهرة أن الدراسات الفلكية الحديثة كشفت أن الضوء الصادر من القمر خلال فترة الخسوف يكتسب نسبة استقطاب قد تصل إلى حوالي 2% إلى 3%. تعود هذه الظاهرة إلى التشتت المتعدد لجزيئات الهواء والغبار المنتشرة في الغلاف الجوي للأرض، مما يضيف بعدًا علميًا آخر لفهم هذه الظواهر الكونية.
سماء المملكة تتألق بالظواهر الفلكية
يأتي هذا الخسوف القمري الكلي ضمن سلسلة من الأحداث الفلكية التي تشهدها سماء المملكة العربية السعودية هذا العام، مما يؤكد اهتمام المملكة بالعلوم الفلكية ويعزز دورها في متابعة ورصد الظواهر الكونية المختلفة. تستمر هذه الأحداث في جذب أنظار الجمهور والعلماء على حد سواء، مما يسهم في زيادة الوعي بالكون من حولنا.