مشهد استثنائي: خسوف القمر يزين سماء الأقصر من أمام معبدها التاريخي

شهدت محافظة الأقصر ظاهرة فلكية نادرة تمثلت في خسوف القمر الدموي، حيث تابعها الآلاف على كورنيش النيل وشاشات التلفزيون. وتزامناً مع هذا الحدث الكوني، قامت مديرية الأوقاف بالمحافظة بتنظيم صلاة الخسوف في عدد من المساجد الكبرى، مؤكدة على أهمية هذه الشعيرة الدينية كتذكير بقدرة الله ودعوة للتوبة والاستغفار.

رصد خسوف القمر الدموي في الأقصر

تابع تليفزيون “مانشيت” بثاً مباشراً من أمام معبد الأقصر على كورنيش النيل، نقل من خلاله أجواء خسوف القمر الدموي الذي أضاء سماء المحافظة. واستمرت هذه الظاهرة الفلكية الجذابة حتى الساعة التاسعة والنصف مساءً، وشهدت اهتماماً كبيراً من الأهالي والزوار الذين حرصوا على متابعة هذا الحدث النادر.

تنظيم صلاة الخسوف بمساجد الأقصر الكبرى

وفي سياق متصل، أعلنت مديرية الأوقاف بمحافظة الأقصر، تحت إشراف الشيخ علي صديق أمير مدير المديرية، عن تحديد عدد من المساجد الكبرى في الإدارات المختلفة لإقامة صلاة الخسوف بعد صلاة العشاء. وأكدت وزارة الأوقاف في بيان لها أن صلاة الخسوف تعد شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، شرعت عند حدوث مثل هذه الآيات الكونية المهيبة مثل خسوف القمر، لتكون تذكيراً للعباد بعظمة الله تعالى وقدرته التي لا تحد. كما أنها دعوة صريحة للعودة إلى الله والتوبة إليه والإنابة إليه، وقد أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم كيفية أدائها وأرشد الأمة إلى ما يصحبها من دعاء وصدقة واستغفار، مؤكداً أن هذه الظواهر لا ترتبط بموت أحد أو حياته، وإنما هي آيات ربانية تستوجب التفكر والخشوع وطلب المغفرة.

المساجد المحددة لأداء صلاة الخسوف بالأقصر

وأوضح الشيخ علي صديق أمير مدير مديرية الأوقاف بالأقصر، أن قيادات المديرية ستقوم بأداء صلاة الخسوف في قلب مدينة الأقصر بمسجد السيد يوسف الكائن بالكرنك. كما تم تحديد عدد من المساجد الكبرى الأخرى في المدن المختلفة بالمحافظة لاستقبال المصلين، وهي:

• مسجد أسامة البكري بالبياضية
• مسجد الإسكان بطيبة
• مسجد الندافين غرب حاجر العديسات قبلي
• مسجد السلطان عبد الجليل النمسا بالنمسا
• مسجد الحاجة بخيتة بندر إسنا

دلالات الخسوف في الشريعة الإسلامية

ويذكر القرآن الكريم هذه الآيات الكونية للتفكر في عظمة الخالق، حيث قال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِۚ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} [فصلت: 37]. ومعنى قوله تعالى: {واسجدوا لله} أي صلوا له وحده لا شريك له. وتأكيداً لهذا المعنى، روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا» رواه البخاري. هذه النصوص الشرعية توضح بجلاء الحكمة من ظاهرة الخسوف وتشجع المسلمين على استغلالها فرصة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والدعاء والاستغفار.