ظهور نادر.. خسوف كلي للقمر بالسعودية اليوم الأحد يستمر 83 دقيقة | تفاصيل صلاة الخسوف
تشهد سماء المملكة العربية السعودية مساء اليوم الأحد الموافق 7 سبتمبر 2025 (15 ربيع الأول 1447 هـ) خسوفاً كلياً نادراً للقمر، يمكن لجميع سكان المملكة مشاهدته بوضوح بالعين المجردة. يعد هذا الحدث الفلكي البارز فرصة للتأمل والعبادة، حيث دعت وزارة الشؤون الإسلامية إلى إقامة صلاة الخسوف والإكثار من الطاعات مع متابعة الظاهرة الفلكية. سيمتد الخسوف ليشمل أيضاً أجزاء واسعة من قارتي آسيا وإفريقيا وبعض مناطق أوروبا، ما يجعله ظاهرة فلكية تستقطب اهتماماً واسعاً نظراً لمدتها الطويلة ووضوح رؤيتها في سماء السعودية.
وزارة الشؤون الإسلامية تدعو لإقامة صلاة الخسوف والإكثار من الطاعات
دعت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة أئمة المساجد إلى إقامة صلاة الخسوف فور بدء الظاهرة، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما حثت الوزارة جميع المسلمين على الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار والصدقات والعمل الصالح خلال هذه الليلة المباركة، مؤكدة أن هذه الأحداث الفلكية تذكر بعظمة الخالق وتدعو للتقرب إليه بالعبادة والطاعة. وتعد صلاة الخسوف سنة مؤكدة، وتؤدى بالكيفية التالية:
- تُصلى ركعتين، تحتوي كل ركعة على قيامين وقراءتين وركوعين وسجدتين.
- يُستحب إطالة القراءة والركوع والسجود، مع الإكثار من الدعاء خصوصاً في السجود.
- إلى جانب الصلاة، يُشرع الإكثار من تلاوة القرآن والتهليل والتكبير والتسبيح خلال فترة الخسوف.
مراحل الخسوف الكلي للقمر وتوقيتاته الدقيقة في سماء المملكة
وتُشير الحسابات الفلكية الرسمية إلى أن مراحل خسوف القمر الكلي ستتوالى في سماء المملكة وفق التوقيتات التالية (بتوقيت مكة المكرمة):
- بداية الخسوف شبه الظلي: الساعة 6:27 مساءً، حيث يدخل القمر منطقة شبه ظل الأرض ولا يظهر التغير بوضوح في هذه المرحلة.
- بداية الخسوف الجزئي: الساعة 7:27 مساءً، ويصبح جزء من القمر مظلماً بشكل جلي مع بدء دخوله في ظل الأرض.
- بداية الخسوف الكلي: الساعة 8:30 مساءً، حيث يغطي ظل الأرض القمر بالكامل ليتحول لونه إلى الأحمر أو البرتقالي نتيجة لانعكاس أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض.
- نهاية الخسوف الكلي: الساعة 9:53 مساءً، ليبدأ القمر بالعودة تدريجياً إلى حالته الطبيعية.
- نهاية الخسوف الجزئي: الساعة 10:56 مساءً.
- نهاية الخسوف شبه الظلي واختفاء أثره بالكامل: الساعة 11:57 مساءً.
وبفضل هذه التوقيتات، سيتمكن سكان المملكة من متابعة جميع مراحل هذا الخسوف النادر بوضوح، مما يجعله أحد أطول الخسوفات الكلية التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة.
الخسوف بين الرؤية الشرعية والحقائق الفلكية
من المنظور الشرعي، يوضح العلماء أن ظاهرة خسوف القمر هي تذكير بقدرة الخالق وعظمته، بخلاف المعتقدات السائدة في الجاهلية التي كانت تربطها بموت أو ميلاد شخص عظيم. وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا”.
في المقابل، يقدم علماء الفلك تفسيراً علمياً للظاهرة، حيث يؤكدون أن الخسوف القمري يحدث عندما تمر الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب بذلك ضوء الشمس عن القمر. تعد هذه الظاهرة الفلكية دورية الحدوث، وتختلف مدتها وظروفها بناءً على الترتيب الفلكي الدقيق للأجرام الثلاثة: الأرض والقمر والشمس.
التأمل في الظاهرة: دعوة للوعي والالتزام بتعليمات الشؤون الإسلامية
وتدعو الجهات المختصة في المملكة جميع المواطنين والمقيمين إلى التعامل مع هذا الحدث الكوني بوعي كامل، ومتابعته كمشهد طبيعي مهيب بعيداً عن أي خرافات أو معتقدات مغلوطة. كما تشدد وزارة الشؤون الإسلامية على أهمية اغتنام ساعات الخسوف في الدعاء والذكر والطاعات، مؤكدة أنها فرصة فريدة للجمع بين التأمل العلمي في عظمة الكون والتقرب الروحي إلى الله تعالى. بينما يترقب الجميع هذا المشهد السماوي المذهل، فإن الخسوف الكلي للقمر يظل مناسبة إيمانية وعلمية تدعو للتأمل والتفكر في آيات الله وقدرته في الكون.