ظاهرة استثنائية لم تتكرر منذ 7 أعوام.. تفاصيل خسوف القمر الدموي 2025 الأطول

يترقب ملايين حول العالم وعشاق الفلك بالوطن العربي مساء الأحد 7 سبتمبر 2025 حدثاً سماوياً استثنائياً يتمثل في خسوف القمر الدموي، والذي يعد الأطول منذ عام 2018. ووفقاً لتقديرات الجمعية الفلكية بجدة، ستستغرق جميع مراحل هذه الظاهرة الفلكية نحو 5 ساعات و27 دقيقة، منها 82 دقيقة كاملة للخسوف الكلي، ما يوفر فرصة فريدة للرصد والبحث العلمي.

مراحل خسوف القمر الدموي في سبتمبر 2025

يمر خسوف القمر الكلي بعدة مراحل متتالية يمكن تتبعها بدقة، حيث يبدأ القمر بدخول منطقة شبه الظل ثم الظل الكامل للأرض، ليكتسي بلونه الأحمر المميز. هذه المراحل تتيح فرصة لمشاهدة التغيرات التدريجية على سطح القمر.

اقرأ أيضًا: قرار جديد بشأن القبول الموحد.. ترتيبات خاصة لقبول الطلبة ذوي الإعاقة في التجسير

  • **مرحلة شبه الظل:** يبدأ القمر بالدخول إلى منطقة شبه الظل عند الساعة 06:28 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، وتكون هذه المرحلة صعبة الملاحظة بالعين المجردة حيث يكون التغير طفيفاً.
  • **بداية الخسوف الجزئي:** عند الساعة 07:27 مساءً، يدخل القمر منطقة ظل الأرض الحقيقي، وهنا يبدأ الظلام بالظهور بوضوح كتدريج داكن على جزء من سطحه.
  • **الخسوف الكلي:** يبدأ هذا المشهد عند الساعة 08:30 مساءً ويستمر حتى الساعة 09:54 مساءً، حيث يكتسي القمر باللون القرمزي الداكن ويظهر كقرص دموي في سماء الليل.
  • **ذروة الخسوف الكلي:** تكون عند الساعة 09:11 مساءً، وهي اللحظة التي يصبح فيها القمر في أعمق نقطة داخل ظل الأرض، مما يجعله أكثر احمراراً وظلاماً.
  • **نهاية الخسوف:** يخرج القمر تدريجياً من منطقة الظل حتى الساعة 10:56 مساءً، ويستمر في منطقة شبه الظل حتى الساعة 11:55 مساءً ليعود إلى سطوعه الطبيعي.

لماذا يتحول القمر إلى اللون الأحمر خلال الخسوف؟

تفسير ظاهرة تحول لون القمر إلى الأحمر القرمزي خلال الخسوف الكلي يعود إلى طريقة تفاعل أشعة الشمس مع الغلاف الجوي للأرض. عندما يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض قبل أن يصل إلى سطح القمر وينعكس، يقوم الغلاف الجوي بامتصاص الأطوال الموجية الزرقاء من الضوء وتشتيتها. هذا يسمح للأطوال الموجية الحمراء فقط بالعبور والانعكاس على سطح القمر، مما يمنحه مظهره القرمزي المميز الذي يسميه البعض القمر الدموي. يعتمد اللون الدقيق للقمر خلال هذه الظاهرة على مدى نقاء الغلاف الجوي للأرض، فإذا كان محملاً بالكثير من الغبار أو الرماد البركاني، قد يظهر القمر بلون برتقالي أو نحاسي بدلاً من الأحمر الداكن.

الأهمية العلمية لخسوف القمر

تعتبر ظاهرة خسوف القمر الكلي فرصة علمية ثمينة للباحثين والفلكيين، حيث تتيح لهم دراسة عدة جوانب تتعلق بالأرض والقمر والكون بشكل عام. هذه المراقبات تسهم في تعميق فهمنا للظواهر الفلكية والبيئة الفضائية المحيطة بنا.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. أكثر من 60 مليون معتمر يؤدون مناسك العمرة في الحرمين الشريفين خلال محرم 1447 هـ

  • **دراسة الغلاف الجوي للأرض:** تساعد مراقبة خسوف القمر في تحليل الغلاف الجوي للأرض، حيث يظهر لون القمر مدى وجود الجزيئات المختلفة مثل الغبار والغازات في طبقة الستراتوسفير.
  • **فهم خصائص التربة والصخور القمرية:** أظهرت الأبحاث أن سطح القمر يبرد بسرعة كبيرة تتجاوز 100 درجة مئوية خلال ساعة واحدة من الخسوف، ما يتيح فرصة ممتازة لدراسة الخصائص الحرارية للتربة والصخور على سطحه.
  • **تأكيد كروية الأرض:** تُستخدم هذه الظاهرة الفلكية بشكل تاريخي لتأكيد أن الأرض كروية، حيث يظهر ظلها المقوس بوضوح على سطح القمر أثناء الخسوف.

نصائح لرصد وتصوير خسوف القمر الدموي

لمن يرغب في الاستمتاع بمشاهدة خسوف القمر الدموي أو توثيقه بالصور، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الحصول على أفضل تجربة. تجهيز الموقع والمعدات المناسبة يضمن رؤية أوضح وتصويراً أفضل لهذه الظاهرة الفريدة.

  • **اختيار موقع مناسب:** يُفضل اختيار موقع بعيد عن أضواء المدن وتلوثها الضوئي لرؤية أوضح للسماء والقمر.
  • **استخدام معدات التصوير:** يمكن استخدام كاميرا رقمية مزودة بعدسة تكبير (Telephoto Lens) مع حامل ثلاثي (Tripod) لتثبيت الصورة وتجنب الاهتزازات.
  • **التقاط صور متتابعة:** ينصح بالتقاط مجموعة من الصور المتتابعة على فترات زمنية منتظمة لتوثيق تغير لون القمر ودرجة سطوعه خلال جميع مراحل الخسوف.

يعد خسوف القمر الدموي في سبتمبر 2025 حدثاً فلكياً مهماً يجمع الأنظار نحو السماء، ويقدم فرصة مميزة للجميع، من الهواة إلى العلماء، للتأمل في جمال الكون ودراسة أسراره.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. هكذا تستعرض وتطبع تقرير رخصة القيادة الخاص بك عبر أبشر بسهولة