ضوابط رسمية.. كيف تقام صلاة الخسوف “قمر الدم” اليوم الأحد بالمساجد؟

تشهد مصر وعدد من الدول العربية والعالم، مساء اليوم الأحد، خسوفًا كليًا نادرًا للقمر، في ظاهرة فلكية مهيبة تعرف باسم “القمر الدموي” بسبب لونه الأحمر المميز. وقد أصدرت وزارة الأوقاف المصرية توجيهات بإقامة صلاة الخسوف في المساجد الكبرى، لتكون تذكرة للعباد بقدرة الله وعظمته، ودعوة للتوبة والاستغفار في هذا الحدث الكوني.

توقيتات خسوف القمر الكلي في المنطقة: مصر والإمارات والبحرين

تختلف أوقات بدء وذروة وانتهاء ظاهرة الخسوف الكلي للقمر بين الدول، حيث يمكن للملايين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرقها وكذلك أجزاء من آسيا وأستراليا متابعة هذا الحدث. إليكم أبرز التوقيتات المعلنة:

لماذا يظهر القمر بلون أحمر دموي؟ تفسير الظاهرة الفلكية

تتحول سماء الليل إلى لوحة فنية عندما ينزلق القمر إلى ظل الأرض، ليكتسب لونًا أحمر داكنًا يثير الدهشة. هذه الظاهرة، المعروفة باسم “القمر الدموي”، تحدث عندما تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة تقريبًا، مع وقوع الأرض في المنتصف والقمر في طور البدر. ويوضح عالم الفيزياء الفلكية رايان ميليجان من جامعة بلفاست أن أشعة الشمس الوحيدة التي تصل إلى القمر حينها هي تلك التي تنعكس وتتشتت عبر الغلاف الجوي للأرض. فالأطوال الموجية الزرقاء للضوء أقصر وأسهل في التشتت أثناء مرورها بالغلاف الجوي، بينما الأطوال الموجية الحمراء الأطول هي التي تعبر لتصل إلى القمر وتنعكس عنه، ما يمنحه هذا اللون الأحمر الشبيه بلون الدم. على عكس كسوف الشمس، لا يتطلب رصد خسوف القمر الكلي أي نظارات خاصة، بل يكفي سماء صافية ووجود في الموقع المناسب للاستمتاع بالمشهد.

صلاة الخسوف: شعيرة إسلامية عند حدوث آيات الله الكونية

تعتبر صلاة الخسوف سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تُشرع عند حدوث هذه الظواهر الكونية العظيمة. وقد أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن خسوف القمر يعني ذهاب ضوئه أو بعضه ليلاً بسبب حجب ظل الأرض لأشعة الشمس عنه. وتهدف هذه الصلاة إلى تذكير العباد بقوة الخالق وعظمته، وحثهم على التوبة والإنابة والاستغفار. فكما ورد في الحديث الشريف عن المغيرة بن شعبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ». وقد دعت وزارة الأوقاف المصرية إلى إقامتها في المساجد الكبرى بعد صلاة العشاء، مشددة على أنها آيات ربانية تستوجب التفكر والخشوع.

كيفية أداء صلاة الخسوف ووقت إقامتها

صلاة الخسوف يمكن أن يؤديها المسلمون فرادى أو جماعة، سواء في المساجد أو البيوت. وفي حال أُقيمت جماعة في المسجد، ينادى لها بقول المنادي: “الصلاة جامعة”، دون أذان أو إقامة. وتُصلى هذه الشعيرة العظيمة على النحو التالي:

* تصلى ركعتين.
* في كل ركعة، يوجد قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان.
* يقوم الإمام في الركعة الأولى، يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن قراءة طويلة.
* يركع ركوعًا طويلاً، ثم يرفع رأسه ويقول: “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد”.
* يقوم مرة أخرى ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن قراءة أقل طولاً من الأولى.
* يركع ركوعًا طويلاً، يكون أقصر من الركوع الأول.
* يرفع رأسه من الركوع ويسجد سجدتين طويلتين.
* ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل مثلما فعل في الركعة الأولى تمامًا.
* بعد الانتهاء من الصلاة، يخطب الإمام ويذكِّر الناس بعظمة الله وقدرته، ويحثهم على الاستغفار والتوبة وفعل الخير، محذرًا إياهم من الغفلة.

يُذكر أن صلاة الخسوف تُصلى وقت حدوث الخسوف وحتى انتهائه، لأنها مرتبطة بسبب، فإذا زال السبب انتهى وقتها.

رؤية الخسوف حول العالم وأهميته الفلكية

لا تقتصر رؤية هذا الخسوف الكلي النادر على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل يمتد ليشمل سكان الصين والهند، وكذلك شرق إفريقيا وغرب أستراليا. يعد هذا الخسوف هو الثاني من نوعه هذا العام، بعد خسوف جزئي وقع في مارس الماضي، ويوصف بأنه مقدمة لكسوف شمسي كبير يُتوقع حدوثه في 12 أغسطس 2026. وتُعد هذه الظواهر الفلكية فرصة عظيمة لهواة الفلك ومحبي التصوير لتوثيق جمال الكون وندرته، حيث تسجل هذه الأحداث كعلامات بارزة في التقويم الفلكي. ففي البحرين، على سبيل المثال، يعد هذا الخسوف الكلي الأول منذ عام 2018، ومن المتوقع تكرار رصده في المملكة بتاريخ 31 ديسمبر 2028.