قفزة جديدة.. الأندية العربية تتخطى حاجز الإنفاق التاريخي في صيف 2025 | دلالات وأبعاد
سجلت الأندية العربية رقماً قياسياً غير مسبوق في الإنفاق على صفقات اللاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية لعام 2025، حيث وصل إجمالي المبالغ المصروفة إلى 751 مليون دولار. هذه الزيادة الكبيرة بنسبة 28.5% عن صيف 2024 رافقتها قفزة هائلة في الإيرادات من بيع اللاعبين بلغت 154 مليون دولار، بزيادة 142%. وتتوقع المؤشرات ارتفاع هذه الأرقام مع استمرار نافذة الانتقالات في بعض الدول حتى منتصف سبتمبر.
الدوري السعودي يقود طفرة الإنفاق العربي بـ552 مليون دولار
تتربع الأندية السعودية على عرش الإنفاق في سوق انتقالات اللاعبين العرب، بعدما خصصت 552 مليون دولار للصفقات الجديدة حتى تاريخ 3 سبتمبر. هذا المبلغ الضخم يمثل 73.5% من إجمالي إنفاق الأندية العربية مجتمعة، مما يؤكد هيمنة السعودية على صفقات اللاعبين. ورغم تراجع الإنفاق السعودي في 2024 إلى 431 مليون دولار بعد قفزة 2023 التي وصلت إلى 970 مليوناً، شهد السوق انتعاشاً ملحوظاً خلال الصيف الحالي، بفضل مشاريع الخصخصة المستمرة وجهود استقطاب أبرز نجوم كرة القدم العالمية.
تغيرات لافتة في إنفاق الأندية الخليجية وشمال إفريقيا
شهدت حركة انتقالات اللاعبين صيف 2025 تباينات واضحة في إنفاق الأندية بمختلف الدول العربية، حيث سجلت بعض الدول نمواً هائلاً بينما شهدت أخرى تراجعاً. يوضح الجدول التالي مقارنة بإنفاق الأندية في أبرز الدوريات العربية:
الدولة | إجمالي الإنفاق (صيف 2025) | التغير عن صيف 2024 |
قطر | 92.7 مليون دولار | زيادة 157.5% |
الإمارات | 77.8 مليون دولار | تراجع 13% |
مصر | 14.9 مليون دولار | زيادة 477.5% (من 2.58 مليون) |
المغرب | 6.4 مليون دولار | زيادة 778% (من 730 ألف دولار) |
استقطاب أكثر من ألف لاعب أجنبي للدوريات العربية
شهدت الأندية العربية حركة نشطة للغاية في استقطاب اللاعبين الأجانب خلال سوق الانتقالات الصيفية، حيث تجاوز عدد الصفقات حاجز الألف لاعب جديد. توزع هذا العدد بين مناطق الوطن العربي على النحو التالي:
- استقدمت أندية منطقة غرب آسيا 544 لاعبًا أجنبيًا، وبلغت قيمة هذه الصفقات 723 مليون دولار.
- تعاقدت أندية شمال إفريقيا مع 460 لاعبًا أجنبيًا، بتكلفة إجمالية وصلت إلى 28 مليون دولار.
قفزة تاريخية في إيرادات الأندية العربية من بيع اللاعبين
لم يقتصر النشاط في سوق الانتقالات على الإنفاق فقط، بل شهدت الأندية العربية أيضاً قفزة غير مسبوقة في الإيرادات المحققة من بيع لاعبيها للخارج. كانت الأندية السعودية في طليعة هذه الأرباح:
- حققت الأندية السعودية 101 مليون دولار من بيع اللاعبين، وهو ما يمثل 65.6% من إجمالي الإيرادات العربية. وقد نمت هذه الإيرادات بنسبة 264.6% مقارنة بصيف 2024 الذي سجل 27.7 مليون دولار.
- سجلت الأندية الإماراتية إيرادات بلغت 15.7 مليون دولار، بزيادة قدرها 97.5%.
- وصلت إيرادات الأندية المصرية إلى 14.7 مليون دولار، وهو رقم قريب من حجم إنفاقها.
- برزت الأندية المغربية بتحقيق أرباح صافية بلغت 4.5 مليون دولار من بيع لاعبين، لتكون بذلك الأعلى عربيًا في صافي الربح.
رحيل أكثر من 820 لاعبًا من الأندية العربية إلى الخارج
في المقابل، شهدت الأندية العربية مغادرة أعداد كبيرة من اللاعبين نحو الدوريات الأجنبية، مما ساهم في تحقيق الإيرادات القياسية المذكورة. إليك تفاصيل هؤلاء اللاعبين الذين غادروا الأندية العربية:
- غادر 332 لاعبًا من الأندية العربية الأفريقية، وحققت هذه الانتقالات 37.3 مليون دولار.
- انتقل 488 لاعبًا من الأندية العربية الآسيوية إلى دوريات أجنبية، محققين عوائد بقيمة 116.7 مليون دولار.
صيف 2025 يسجل إنفاقاً عالمياً قياسياً والدوري السعودي في الصدارة
شهد صيف 2025 رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ سوق انتقالات كرة القدم العالمية، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 9.76 مليار دولار بزيادة 50% عن عام 2024، كما تم تسجيل 12 ألف صفقة دولية كحصيلة تاريخية. ويبرز الدوري السعودي كقوة عالمية صاعدة باحتلاله مركزاً متقدماً بين الدوريات الأكثر إنفاقاً. يوضح الجدول التالي أبرز الدوريات العالمية حسب الإنفاق:
الترتيب | الدوري | إجمالي الإنفاق (صيف 2025) |
1 | الدوري الإنجليزي | 3.19 مليار دولار |
2 | الدوري الألماني | 980 مليون دولار |
3 | الدوري الإيطالي | 950 مليون دولار |
4 | الدوري الفرنسي | 730 مليون دولار |
5 | الدوري الإسباني | 666 مليون دولار |
6 | الدوري السعودي | 552 مليون دولار |
الدوري السعودي 2025–2026: استثمارات ضخمة وصفقات كبرى
انطلق موسم الدوري السعودي 2025–2026 محققاً استثمارات هائلة في سوق الانتقالات بلغت 421.7 مليون يورو بحسب موقع “ترانسفير ماركت”، مع توقعات بتجاوز هذا الرقم قبل إغلاق السوق في 10 سبتمبر. وقد شهدت هذه الفترة عدداً من الصفقات البارزة التي عززت قوة الأندية:
- انتقال ماتيو ريتيغي إلى القادسية بقيمة 68.2 مليون يورو.
- انتقال داروين نونيز إلى الهلال بقيمة 53 مليون يورو.
- انتقال جواو فيليكس إلى النصر بقيمة 30 مليون يورو.
- انتقال إنزو ميلو إلى الأهلي بقيمة 28 مليون يورو.
- انتقال ثيو هيرنانديز إلى الهلال بقيمة 25 مليون يورو.
- انتقال كينغسلي كومان إلى النصر بقيمة 25 مليون يورو.
وقد أدى هذا النشاط إلى تغيير في خريطة الأندية الأعلى إنفاقًا في الدوري السعودي، حيث تصدرت أندية نيوم والقادسية والهلال والنصر والأهلي مانشيت بفضل مشاريع الخصخصة.
ارتفاع القيمة السوقية للدوري السعودي والهلال يتصدر
عززت الاستثمارات الضخمة من القيمة السوقية للاعبي الدوري السعودي، التي ارتفعت لتصل إلى 1.1 مليار يورو، بزيادة 15% عن الموسم الماضي. يحتل الدوري السعودي بذلك المركز الحادي عشر عالميًا من حيث القيمة السوقية الإجمالية. وعلى صعيد الأندية، يتصدر الهلال قائمة الأعلى قيمة سوقية، يليه النصر ثم الأهلي والقادسية، وأخيرًا الاتحاد.
“ثمانية” تفوز بحقوق المتابعة الحصري للدوري السعودي حتى 2031
في خطوة تعكس التوجه نحو العالمية، حصلت شركة “ثمانية” على حقوق النقل التلفزيوني الحصري للدوري السعودي حتى موسم 2030–2031. هذه الصفقة، التي لم يُكشف عن قيمتها المالية، تركز بشكل أساسي على تعزيز الانتشار الدولي للدوري بدلاً من التركيز على العائد المادي الفوري. وبفضل هذه الاستراتيجية، بات الدوري السعودي يُمتابعة حالياً في 183 دولة حول العالم عبر شراكات مع 50 جهة متابعة دولية.
تعديلات جديدة في سياسة التذاكر لتعزيز الحضور الجماهيري
أعلنت رابطة دوري المحترفين السعودي عن حزمة من التعديلات الجديدة في سياسة بيع التذاكر، تهدف إلى تنظيم الحضور الجماهيري وتحسين تجربة المشجعين في الملاعب. تشمل هذه التعديلات ما يلي:
- تخصيص 90% من تذاكر المباريات لجماهير الفريق المضيف، و10% منها للفريق الضيف.
- توفير 30% من إجمالي التذاكر بأسعار مخفضة تقل عن 30 ريالًا سعوديًا.
- العمل على تعزيز تجربة الجماهير داخل الملاعب من خلال إقامة فعاليات مصاحبة للمباريات وحملات ترويجية جذابة.
طفرة كروية عربية بقيادة سعودية.. وتحدي الاستدامة
تشهد كرة القدم العربية، مدفوعة بالاستثمارات السعودية الضخمة، نقلة نوعية تتمثل في استقطاب كبار المواهب وتحقيق إيرادات متزايدة من صفقات بيع اللاعبين. هذا التحول يعكس رؤية جديدة في إدارة اللعبة بالمنطقة، تتجاوز مجرد المنافسة المحلية إلى طموحات عالمية. ومع ذلك، يبرز تحدٍ رئيسي يتمثل في ضمان الاستدامة الاقتصادية لهذه الطفرة، وتحقيق التوازن الدقيق بين حجم الإنفاق الضخم والعوائد المالية. فالنجاح على المدى الطويل لمشاريع الخصخصة وتزايد التوقعات الجماهيرية والإعلامية يتطلب بناء نموذج مالي متين وقادر على النمو المستمر.