قرار جديد لحماية الأطفال.. السعودية تحظر منصة روبلوكس وتوقف الدردشة

أصدرت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة العربية السعودية قرارًا مهمًا بإيقاف خدمات المحادثة الصوتية والنصية داخل منصة الألعاب الشهيرة “روبلوكس”. يأتي هذا الإجراء الحاسم بهدف تعزيز الرقابة الرقمية وحماية الأطفال، بالتوازي مع فرض رقابة مشددة على طبيعة المحتوى المتداول عبر المنصة في ظل المخاوف المتزايدة بشأن سلامة المستخدمين الصغار.

السعودية توقف دردشة روبلوكس لحماية الأطفال

أعلنت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بالمملكة العربية السعودية عن إجراءات جديدة تتعلق بمنصة الألعاب الشهيرة “روبلوكس”. تتضمن هذه الإجراءات إيقاف خاصية الدردشة الصوتية والنصية بشكل كامل داخل اللعبة، بالإضافة إلى تطبيق رقابة صارمة على المحتوى المعروض. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لضمان بيئة رقمية آمنة للأطفال والمستخدمين، وتقليل مخاطر الألعاب الإلكترونية التي قد يتعرضون لها.

توسع روبلوكس العالمي وتحدياتها القانونية

تأسست “روبلوكس” في عام 2004، لكنها شهدت انتشارًا واسعًا وملحوظًا منذ عام 2014، حيث تستهدف بشكل أساسي الفئة العمرية بين 8 و18 عامًا. توفر المنصة عوالم افتراضية تفاعلية تسمح للاعبين بإنشاء محتواهم الخاص والمشاركة في ألعاب صممها آخرون. ورغم النجاح التجاري الضخم الذي حققته، والذي يتضح من الأرقام المالية الكبيرة، تواجه المنصة تحديات قانونية جمة. يوجد حاليًا أكثر من 300 تحقيق قضائي قائم ضدها، مما ينذر بواحدة من أكبر موجات التقاضي التي قد تواجهها منصة تقنية في الولايات المتحدة.

استجابة روبلوكس للرقابة السعودية الجديدة

أكدت الشركة المطورة للعبة “روبلوكس” التزامها التام بالمعايير والضوابط التي فرضتها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية. أوضحت الشركة أنها بدأت بالفعل في تطبيق الإجراءات التصحيحية المطلوبة لمعالجة أي مخالفات داخل اللعبة. كما أشارت إلى أنها تعمل على تطوير أدوات إشراف أكثر كفاءة باللغة العربية، وتستعين في ذلك بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعيين مشرفين متخصصين يجيدون اللغة العربية لضمان توفير بيئة رقمية أكثر أمانًا لمستخدمي روبلوكس. وقد أعلنت الشركة تعليق عدد من الميزات، أبرزها خاصية المحادثة، لجميع المستخدمين داخل المملكة العربية السعودية.

حظر روبلوكس في دول أخرى: سوابق دولية

لم تكن المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي اتخذت إجراءات ضد “روبلوكس”. فقد واجهت المنصة جدلًا واسعًا وقرارات حظر من جهات تنظيمية في عدة دول أخرى سابقًا. من بين هذه الدول الصين وتركيا وسلطنة عمان والأردن وقطر وكوريا الشمالية. أرجعت هذه الدول قراراتها إلى مخاوف تتعلق بالمحتوى الذي قد يتضمن عناصر تعتبر غير مناسبة أو غير أخلاقية للأطفال، مما دفعها لفرض حظر شامل على المنصة لحماية أطفالها من المحتوى الضار.

مخاطر دردشة روبلوكس على خصوصية الأطفال

تتيح منصة “روبلوكس” للاعبين حرية تصميم ألعابهم الخاصة أو الانضمام إلى مغامرات ابتكرها لاعبون آخرون. وتعد خاصية الدردشة من أهم أدوات التفاعل الاجتماعي داخل اللعبة، حيث يتواصل اللاعبون مع بعضهم البعض. ومع ذلك، تحولت هذه الخاصية إلى مصدر قلق عالمي كبير. أظهرت تقارير عديدة أن خاصية الدردشة يمكن أن تفتح الباب أمام الغرباء للوصول إلى معلومات شخصية وحساسة عن الأطفال، مثل أماكن إقامتهم. هذا الأمر يزيد بشكل كبير من مخاطر تعرض الأطفال للتنمر الإلكتروني والتحرش، ويبرز الحاجة الملحة لتعزيز حماية الأطفال في الألعاب الإلكترونية.