جدل علمي غير مسبوق.. شريحة طبية تكشف صحة الإنسان بلحظة.. هل بدأت ثورة تغيير مفهوم الطب؟
أعلن الدكتور يوري كولتشين، رئيس الفرع الشرقي لأكاديمية العلوم الروسية، عن تطوير شريحة ذكية ثورية قادرة على إجراء تحليل دم كيميائي حيوي فوري دون الحاجة للمختبرات التقليدية. جاء هذا الإعلان المهم على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي العاشر في فلاديفوستوك، مؤكداً نقلة نوعية مرتقبة في عالم التشخيص الطبي.
شريحة ذكية تحدث ثورة في تحليل الدم الفوري
أوضح الدكتور كولتشين أن الابتكار الجديد سيمكن أي شخص من سحب عينة دم صغيرة وتحليلها بالكامل في دقائق معدودة، مع عرض النتائج مباشرة على الجهاز. تعتمد هذه الشريحة المتطورة على دمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات النانو، مما يوفر دقة عالية في قراءة المؤشرات الحيوية للدم. هذا التطور الواعد يفتح آفاقاً واسعة للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وأورام الدم، بل وقد تستخدم مستقبلاً في متابعة الحالة الصحية اليومية للمرضى وهم في منازلهم.
المنتدى الاقتصادي الشرقي 2025 منصة للابتكار الروسي
جاء الإعلان عن مشروع الشريحة الطبية على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي الشرقي العاشر (EEF 2025)، الذي يعقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية خلال الفترة من 3 إلى 6 سبتمبر الجاري. ينظم المنتدى تحت شعار “الشرق الأقصى: التعاون من أجل السلام والازدهار”، وقد جمع هذا العام أكثر من 4500 مشارك من حوالي 70 دولة وإقليماً. تركز المناقشات في المنتدى على ملفات التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، مع إبراز تعزيز الشراكات في مجالات الابتكار الطبي والذكاء الاصطناعي.
تطبيقات أوسع للتقنيات الروسية المتقدمة
لم يقتصر حديث الدكتور كولتشين على الشريحة الطبية فقط، بل أشار إلى جهود أكاديمية العلوم الروسية المتوازية في تطوير مسيرات وروبوتات بحرية وتحت الماء. هذه الأجهزة تستخدم في دراسة بيولوجيا القاع والبحث عن السفن الغارقة منذ أكثر من أربعين عاماً، ويتميز الجيل الجديد منها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات مستقلة والتفاعل الذكي مع البيئة المحيطة. تهدف روسيا من خلال دمج هذه الابتكارات الطبية والعلمية إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للتقنيات المتقدمة، لا سيما في ظل العقوبات الغربية ورغبتها في تنويع مجالات التعاون مع شركاء من آسيا وأفريقيا.
دور الذكاء الاصطناعي في مسيرة التنمية الروسية
أكد كولتشين أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة رئيسية في جميع المشاريع البحثية الروسية الحديثة، سواء في مجال الطب أو الزراعة أو علوم المحيطات. في المجال الطبي، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في تحليل كميات هائلة من بيانات المرضى بسرعة فائقة، ما يتيح التشخيص المبكر للأمراض ويزيد من دقة اختيار طرق العلاج. أما في قطاع الزراعة، فيستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد نمو النباتات وتشخيص أمراضها في الوقت الفعلي، الأمر الذي يرفع من كفاءة الإنتاج الزراعي ويقلل من الخسائر. تحظى هذه المشاريع بدعم حكومي واسع نظراً لقدرتها على تحسين جودة الرعاية الصحية وخفض التكاليف، بالإضافة إلى المردود الاقتصادي الضخم المتوقع من تصدير هذه التقنيات.