صوت يكسر الحواجز.. أحمد يتحدى مرض العظم الزجاجي ليحقق حلمه بالتعليق الرياضي لمباريات الأهلي (فيديو)

في قصة ملهمة تتجاوز تحديات المرض، أدهش الطفل أحمد محمود عبدالعزيز، البالغ من العمر 11 عامًا، الجميع بإرادته القوية وموهبته الفذة في الشعر والتعليق الرياضي، وذلك رغم معاناته مع مرض العظم الزجاجي من الدرجة الأولى. يعيش أحمد على كرسي متحرك منذ خطواته الأولى، لكن هذا لم يمنعه من نسج أحلام كبيرة والتعبير عنها بإبداع فريد، محولًا محنته إلى دافع نحو التألق.

أحمد من المنصورة: قصة تحدي العظم الزجاجي

اكتشفت أسرة الطفل أحمد محمود عبدالعزيز، ابن مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، إصابته بمرض العظم الزجاجي منذ طفولته المبكرة. خضع أحمد لعدة عمليات جراحية أثرت على حركته، ليصبح الكرسي المتحرك رفيقه الدائم في كل مكان. ورغم صعوبة حالته، رفض أحمد أن يكون المرض قيدًا يحبس طموحاته التي تتخطى سنوات عمره البسيطة بمراحل كبيرة، واتخذ من هذه التجربة نقطة انطلاق نحو تحقيق أحلامه.

اقرأ أيضًا: غدًا يبدأ الصرف.. معاشات سبتمبر 2025 في هذا الموعد

الشعر: ملاذ أحمد للتعبير عن آلامه وأحلامه

اختار أحمد الشعر ليكون وسيلته الأولى للتعبير عن مشاعره العميقة، وأحلامه وطموحاته التي لا تتوقف. كان الشعر حائط الصد الأول لمعاناته مع المرض، ووجد فيه متنفسًا حقيقيًا. شجعته والدته كثيرًا، وكانت ولا تزال سنده الأساسي والداعم الأقوى له في تقبل ذاته والتغلب على الآلام الجسدية والنفسية. وقد ساهمت والدته بشكل كبير في صقل موهبته الشعرية من خلال:

  • اكتشاف موهبته الطبيعية في إلقاء الشعر.
  • مساعدته على حفظ الأبيات الشعرية والأناشيد الدينية.
  • الجلوس بجواره لتسميع القصائد والتأكد من سلامة النطق ومخارج الحروف.
  • إشراكه في العديد من المسابقات والحفلات حيث قدم أبياتًا شعرية وقصائد، أبرزها قصيدة “أنا إنسان” التي زادت من ثقته بنفسه.

موهبة التعليق الرياضي: حلم أحمد من الدقهلية

إلى جانب موهبته الشعرية، يهوى الطفل أحمد أيضًا التعليق والتحليل الرياضي للمباريات بحماس كبير. يعتبر الإعلامي الرياضي مدحت شلبي مثله الأعلى، ويقلد طريقته الخاصة في التعليق، متمنيًا أن يحضر معه استوديو تحليلي لإحدى المباريات ويتبادل معه التحليل والتعليق. أحمد هو عاشق للنادي الأهلي “أهلاوي صميم”، ويفخر برئيسه محمود الخطيب. يؤكد أحمد أن أمنيته الكبرى في الحياة هي حضور مباراة لفريقه المفضل النادي الأهلي من داخل الملعب، ومصافحة اللاعبين والتقاط الصور التذكارية معهم، وخاصة إمام عاشور وزيزو.

اقرأ أيضًا: حل عاجل من المحافظ.. بعد كسر خط المياه الرئيسي بإدفو أسوان توفير سيارات مياه للمواطنين

مواجهة التحديات بروح إيجابية وعزيمة

لم تكن رحلة أحمد خالية من التحديات، فقد تعرض لبعض التعليقات السلبية من زملائه، خاصة بسبب صغر نموه الجسدي. لكنه كان يتعامل معها بمزاح ويتقبلها بصدر رحب، بل كان يشرح للآخرين تفاصيل حالته بكل شجاعة وقوة. يوضح أحمد أنه لا يشعر بأي اختلاف جوهري بينه وبين الآخرين، ويتعامل بشكل طبيعي مع الجميع، مؤكدًا أنه مثلهم تمامًا. هذه الروح الإيجابية تعكس إرادته الصلبة في تحدي المرض.

طموحات أحمد: من الملعب إلى التأثير المجتمعي

لا تقتصر أحلام أحمد على المتعة الشخصية فقط، بل تمتد إلى طموحات مستقبلية أكبر. فهو يتمنى أن يصبح في المستقبل معلقًا رياضيًا كبيرًا ذا شأن في مجال الإعلام الرياضي، أو شخصًا مؤثرًا ومهمًا في المجتمع. يجسد أحمد قصيدته “أنا إنسان” التي اختتم بها حديثه، قائلًا: “أنا إنسان يجوز عندي اختلاف. عندي قلب جميل أوي. وعندي حلم جميل أوي. ومعايا رب الكون سند. ويابخته من ربه معاه. انتو شوفوا بقلبكم ومتحكموش حكم العيون. علشان أنا ميهمنيش غير إني بس أكبر وأعيش. ولكل واحد شافني عاجز. إنكم لا تعلمون”. كلمات تعكس إيمانًا عميقًا بالذات ورسالة قوية لكل من حوله.

اقرأ أيضًا: إنجاز تطهير 4900 مسقى ينهي أزمة كبرى للمزارعين