قفزة غير مسبوقة.. مستشار مالي يتوقع وصول أسعار الأونصة الذهبية إلى 35 ألف دولار
أكد المستشار المالي محمد الميموني أن أسعار الذهب قد تشهد ارتفاعات قياسية لتصل إلى 35 ألف دولار للأونصة، لكن ذلك مرهون بتوفر ظروف اقتصادية وجيوسياسية بالغة التعقيد. وأوضح الميموني خلال لقاء مع “العربية بيزنس” أن هناك عدة عوامل تاريخية ومعاصرة تدفع أسعار المعدن الأصفر نحو الصعود المستمر، مما يجعله ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية.
العوامل الرئيسية وراء صعود أسعار الذهب
أشار الميموني إلى أن رحلة صعود الذهب بدأت فعليًا عام 1971 عندما قررت الولايات المتحدة فك ارتباط الدولار بالذهب، مما أدى إلى تراجع قيمة العملة الأمريكية وزيادة سعر الذهب كأصل مستقل. وأوضح أن العلاقة بين الدولار والذهب عكسية، فكلما ارتفعت قيمة أحدهما تراجعت قيمة الآخر. كما اعتبر الميموني التضخم المستمر “العدو الأول للعملات الورقية”، مؤكدًا أن طباعة الأموال من قبل البنوك المركزية تؤدي إلى تآكل قيمة هذه العملات، ما يدفع المستثمرين للبحث عن أصول تحافظ على قوتهم الشرائية. ولم يغفل المستشار المالي دور الاضطرابات الجيوسياسية، مشيرًا إلى أن الذهب يُنظر إليه منذ القدم كأصل آمن في أوقات الحروب والصراعات، مما يزيد الإقبال عليه كوسيلة لحفظ الثروة في ظل عدم اليقين العالمي.
توقعات الذهب لـ 35 ألف دولار: هل هو ممكن؟
تحدث الميموني عن سيناريو وصول سعر الذهب إلى 35 ألف دولار للأونصة، مؤكدًا أنه أمر ممكن لكنه يتطلب ظروفًا استثنائية مثل التضخم الجامح (Hyperinflation). وأوضح أن هذه السيناريوهات المتطرفة ليست وشيكة وقد تحدث على مدى عقود وليس سنوات قليلة. وتساءل الميموني عما إذا كنا نعيش في “مأزق تاريخي للعملات الورقية”، مؤكدًا أن العملات التقليدية تفقد جاذبيتها بسبب انخفاض أسعار الفائدة والضغوط التضخمية المتزايدة، مما يبرر البحث عن أصول بديلة للاستثمار مثل الذهب أو العملات الرقمية.
الذهب في مواجهة الأصول الرقمية: أيهما أفضل للاستثمار؟
عند مقارنة مستقبل الذهب بالأصول الرقمية مثل البيتكوين، أوضح الميموني أن الذهب سيحتفظ بقيمته كسلعة ملموسة وملاذ آمن على المدى الطويل بفضل تاريخه وموثوقيته. ومع ذلك، أقر بأن البيتكوين تمتلك ميزات جذابة للمستثمرين الجدد، مثل اللامركزية والعدد المحدود للعملة، مما يرفع من جاذبيتها الاستثمارية كأصل رقمي واعد. وبينما يحافظ الذهب على مكانته التقليدية، تفتح العملات الرقمية آفاقًا جديدة أمام الراغبين في تنويع محافظهم الاستثمارية.
نصائح استثمارية لحماية المدخرات من التضخم
قدم محمد الميموني نصيحة جوهرية للمدخرين، مؤكدًا ضرورة أن تنمو أموالهم بمعدل يفوق معدل التضخم لحماية قوتها الشرائية. وشدد على أهمية التنوع في الاستثمار وعدم وضع جميع البيض في سلة واحدة. واقترح الميموني مجموعة من الأصول التي يمكن للمستثمرين تضمينها في محافظهم لتحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل تفوق معدلات التضخم:
- العقارات: سواء بالشراء المباشر أو عبر صناديق عقارية متداولة (REITs).
- الأسهم: الاستثمار المباشر في الشركات أو من خلال صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs).
- العملات الرقمية: مثل البيتكوين والإيثيريوم، حتى لو بأجزاء بسيطة، نظرًا لإمكاناتها المستقبلية.
وأكد أن هذا التنوع يمكن أن يوفر للمدخرين حماية لأموالهم وفرصًا للنمو في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.