في تطور لافت، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج مكالمة هاتفية، وذلك بناءً على طلب ترامب نفسه. هذه المباحثات أكدت أهميتها كل من وكالة “شينخوا” الصينية والسفارة الصينية في واشنطن.
مكالمة ترامب وشي جين بينج: توتر “المعادن الحيوية” يهدد الهدنة التجارية
جاء هذا الاتصال الهاتفي، حسبما نقلت وكالة “رويترز”، في ظل تصاعد التوتر والاتهامات المتبادلة بين واشنطن وبكين خلال الأسابيع الماضية، وخاصة فيما يتعلق بملف “المعادن الحيوية”. هذا النزاع يُعد تهديدًا واضحًا للهدنة الهشة التي أُعلنت مؤخرًا في الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادين في العالم.
اتفاق الـ 90 يوماً: هل حل الأزمة الكبرى؟
يُذكر أن الدولتين كانتا قد توصلتا في 12 مايو الماضي إلى اتفاق مؤقت مدته 90 يومًا، هدف إلى إلغاء جزء من الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها كل منهما على الأخرى منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير الماضي.
ورغم أن هذا الاتفاق المؤقت قد أسهم في ارتفاع أسعار الأسهم عالميًا، إلا أنه لم يتمكن، وفقًا لـ “رويترز”، من معالجة القضايا الجوهرية والأوسع التي تثقل كاهل العلاقات الثنائية بين البلدين. وتشمل هذه القضايا ملفات حساسة مثل تجارة مادة “الفنتانيل” غير المشروعة، ومستقبل تايوان، بالإضافة إلى اعتراضات الولايات المتحدة على النموذج الاقتصادي الصيني القائم على هيمنة الدولة والاعتماد الكبير على التصدير.
نهج ترامب المتقطع: حيرة عالمية وقلق اقتصادي
ولعل ما يزيد المشهد تعقيدًا هو النهج الذي يتبعه الرئيس ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير؛ فقد اعتاد على التهديد بفرض عقوبات تجارية صارمة على شركاء بلاده، ثم يتراجع عن بعضها في اللحظات الأخيرة. هذا التذبذب والنهج المتقطع أثار حيرة قادة العالم وقلقًا عميقًا بين رجال الأعمال، الذين يشيرون إلى أن هذه الحالة من عدم اليقين تجعل من المستحيل تقريبًا التنبؤ بمسار الأسواق وظروف التجارة العالمية.