ضرورة استراتيجية عاجلة.. تحالفات الطاقة بين الصين والهند وروسيا: خبير يكشف أبعاد الخطوة التاريخية القادمة.

تشهد الساحة العالمية تشكيل تحالفات طاقوية بارزة تجمع بين الصين والهند وروسيا، مدفوعةً بحاجات اقتصادية واستراتيجية متزايدة، وذلك وسط ضغوط أمريكية تدفع هذه الدول نحو تعزيز التعاون المشترك. وفي هذا السياق، توقع خبير طاقة أن تشهد أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا دون 60 دولارًا للبرميل في الأشهر القليلة المقبلة.

تحالفات الطاقة: استجابة للاحتياجات الاقتصادية المتنامية

أكد فيشيسلاف ميتشينكو، خبير الطاقة، أن التحالفات الطاقوية بين دول مثل الصين والهند وروسيا تنشأ استجابة لمتطلبات اقتصادية واستراتيجية ملحة. وأوضح ميتشينكو في مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج أن هذه الدول، التي تُعد من أكبر اقتصادات العالم من حيث الكثافة السكانية، تحتاج بشكل أساسي إلى إمدادات طاقة مستقرة ومضمونة، مما يعزز أطر التعاون فيما بينها. مشيرًا إلى أن الصين والهند، كونهما من كبار مستهلكي الطاقة، تعتمدان على إمدادات مستمرة من النفط الخام، وخاصة الخام الروسي الذي يعد جذابًا لهما من الناحية الاقتصادية بسبب سعره التنافسي، ومن المرجح أن يستمر هذا الاعتماد لفترة طويلة.

الضغوط الأمريكية كعامل محفز للتقارب

ورداً على سؤال حول إمكانية تحول هذا التعاون إلى تحالف اقتصادي حقيقي، بيّن ميتشينكو أن التقارب الحالي بين الصين والهند وروسيا يعد نتيجة مباشرة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، لا سيما من خلال التعريفات الجمركية والعقوبات. دفعت هذه الإجراءات الدول الثلاث إلى البحث عن بدائل لآليات التجارة التقليدية وتعزيز سبل التعاون الاقتصادي فيما بينها. وأضاف أن ما نشهده اليوم هو تكثيف للتعاون القائم بالفعل، ولكن بصورة أكثر وضوحًا وفاعلية.

تفسير تصريحات ترامب حول فقدان النفوذ

وفي تعليق على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “خسر الهند وروسيا لصالح الصين”، أوضح ميتشينكو أن هذا التعبير يشير إلى خسارة سياسية واقتصادية على حد سواء. وذكر أن ترامب كان يقصد أن الولايات المتحدة تواجه صعوبات متزايدة في التعاون مع هذه الدول، خاصة روسيا، وأن المحاولات السابقة لتعزيز التعاون معها لم تنجح بسبب القيود والعقوبات المفروضة.

مستقبل السياسة الأمريكية وتحديات التعاون

وفيما يخص مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وهذه الدول، أشار ميتشينكو إلى أن ترامب قد يضطر إلى إعادة تقييم سياسته تجاه روسيا والهند. موضحًا أن الرئيس الأمريكي قد يدرك أن الأهداف المرجوة لا يمكن تحقيقها من خلال فرض القيود والعقوبات، وأن الحل يكمن في بناء آليات تعاون أكثر كفاءة وفاعلية.

توقعات أسعار النفط العالمية: انخفاض مرتقب

على صعيد آخر، تطرق ميتشينكو إلى تأثيرات أسعار النفط، حيث توقع أن تشهد الأسعار تراجعًا لتهبط إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل بحلول نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر. وأضاف أن هذا التراجع قد يتسارع بوتيرة أكبر إذا ما قررت منظمة أوبك بلس زيادة حجم إنتاجها من الخام.