بصمة لا تُمحى.. أعمال أدبية تحولت لأيقونات فنية على يد الأستاذ فؤاد المهندس

يوافق اليوم السادس من سبتمبر ذكرى ميلاد الفنان الكبير فؤاد المهندس، الذي وُلد عام 1924. يُعد المهندس قامة فنية فريدة، لم يكتفِ بتقديم الكوميديا، بل تميز بقدرته على تحويل العديد من الروايات والأعمال الأدبية العالمية والمصرية إلى تحف سينمائية ومسرحية لا تُنسى، تاركًا بصمة عميقة في تاريخ الفن العربي.

فؤاد المهندس: رائد تحويل الأدب إلى فن جماهيري

يحتفل الجمهور العربي بذكرى ميلاد الفنان القدير فؤاد المهندس الذي يُعرف بـ “الأستاذ” لما قدمه من فن راقٍ ومؤثر. لم يقتصر إبداع المهندس على الأداء التمثيلي فحسب، بل امتد ليشمل رؤيته الثاقبة في اختيار الأعمال الأدبية وتحويلها إلى تجارب بصرية ومسموعة تلامس الوجدان. لقد كانت قدرته على تجسيد الشخصيات المستوحاة من الصفحات المكتوبة هي السر وراء خلود العديد من أعماله، مما جعله جسرًا يربط بين عوالم الأدب والجمهور العريض.

اقرأ أيضًا: دلالات غامضة.. تفسير حلم الثعبان في المنام لابن سيرين وكبار المفسرين يكشف ما ينتظرك

أفلام فؤاد المهندس: قصص أدبية على الشاشة الكبيرة

قدم فؤاد المهندس خلال مسيرته الفنية الغنية مجموعة من الأفلام التي تعد أيقونات في تاريخ السينما المصرية، وقد اعتمد بعضها على اقتباسات أدبية مميزة.

من الأفلام البارزة التي شارك فيها فؤاد المهندس، فيلم “صاحب الجلالة” إنتاج عام 1963، وهو من إخراج فطين عبد الوهاب. الفيلم مقتبس من الرواية المسرحية الفرنسية “الزائرون” للكاتب ساشا غيتاري، وضم نخبة من النجوم مثل فريد شوقي وسميرة أحمد، إلى جانب المهندس الذي أثرى العمل بأدائه المتميز.

اقرأ أيضًا: تهنئة مؤثرة.. نهال عنبر تحتفل بعيد ميلاد نجلها حسام (صورة)

وفي عام 1968، قدم فؤاد المهندس بطولة فيلم “أرض النفاق” للمخرج فطين عبد الوهاب، بالاشتراك مع الفنانة شويكار وسميحة أيوب. هذا العمل السينمائي مأخوذ عن رواية الكاتب الكبير يوسف السباعي، وتدور أحداثه حول شخص يكتشف متجرًا يبيع الأخلاق، مما يورطه في سلسلة من المشاكل الطريفة بسبب تحليه بالأخلاق الحميدة التي لم يعتد عليها، ويعد من أهم الأفلام التي تناولت الجانب الاجتماعي بأسلوب كوميدي ساخر.

شهد عام 1983 ظهور فؤاد المهندس في فيلم “أيوب”، المأخوذ عن قصة قصيرة للأديب العالمي نجيب محفوظ من مجموعته القصصية “الشيطان يعظ”. الفيلم من إخراج هاني لاشين وسيناريو وحوار محسن زايد، وشارك في بطولته عمالقة الفن مثل عمر الشريف ومحمود المليجي ومديحة يسري. تدور القصة حول رجل الأعمال عبد الحميد السكري الذي يصاب بالشلل، ليستعرض ذكرياته ويتذكر صديقه جلال، الذي جسد دوره فؤاد المهندس، في عمل سينمائي يحمل أبعادًا فلسفية وعمقًا إنسانيًا.

اقرأ أيضًا: عودة غير متوقعة.. “تيم آرتي” يُحيي سبعة أيام من حفلات الراب بالمغرب

المسرحيات الخالدة: فؤاد المهندس وشويكار في قلب الروايات

تُعد مسرحية “سيدتي الجميلة”، التي أنتجت عام 1969، من أبرز الأعمال المسرحية التي رسخت مكانة فؤاد المهندس وشويكار كثنائي فني لا يُنسى. المسرحية من تأليف بهجت قمر، وهي مستوحاة من قصة “بجماليون” الشهيرة للكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو. تدور أحداثها حول كمال الذي يقوم بدوره فؤاد المهندس، وهو يبحث عن امرأة جميلة لتقديمها للملك، فيلتقي بنشالة تُدعى صدفة، تجسدها شويكار، فيقرر تهذيبها وتعليمها أصول الإتيكيت لتكون مؤهلة للمجتمع الراقي، وشارك في بطولتها أيضًا حسن مصطفى، زوزو شكيب، جمال إسماعيل، وسيد زيان، لتظل علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي.

اقرأ أيضًا: قرار جديد.. ترامب يُعلن سيطرة إدارته على شرطة واشنطن ونشر الحرس الوطني