تعليمات الأوقاف الأخيرة.. ضوابط إقامة صلاة الخسوف في المساجد
تشهد سماء مصر ومعظم الدول العربية مساء الأحد ظاهرة فلكية نادرة تتمثل في خسوف كلي للقمر، المعروف باسم “قمر الدم”، حيث تستعد وزارة الأوقاف لإصدار توجيهات خاصة بإقامة صلاة الخسوف، التي يتوقع أن تقتصر على المساجد الكبرى التي تحددها مديريات الأوقاف بالمحافظات.
ظاهرة “قمر الدم”: خسوف كلي يزين سماء العرب وأوروبا
يتأهب عشاق الفلك ومحبو الظواهر الكونية لمشاهدة خسوف كلي للقمر، حيث يكتسي القمر باللون الأحمر الدموي، في مشهد فلكي يحدث عندما تكون الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة، ويكون القمر في طور البدر. وتُعرف هذه الظاهرة علميًا بانحجاب أشعة الشمس عن القمر بظل الأرض، مما يجعله يفقد بريقه الأبيض المعتاد ويتلون بالأحمر. يُفسر عالم الفيزياء الفلكية بجامعة بلفاست، رايان ميليجان، هذا اللون بأن أشعة الشمس الوحيدة التي تصل إلى القمر هي تلك التي تنعكس وتتشتت عبر الغلاف الجوي للأرض، حيث تتشتت الأطوال الموجية الزرقاء بسهولة أكبر، مما يسمح للأطوال الموجية الحمراء بالعبور ومنح القمر لونه المميز. ولا تتطلب مشاهدة هذا الخسوف أي أدوات خاصة أو نظارات واقية، بل يكفي طقس مؤاتٍ وسماء صافية.
مواعيد خسوف القمر الكلي في مصر والإمارات والبحرين
من المتوقع أن يظهر خسوف القمر في مناطق واسعة تشمل مصر ومنطقة الشرق الأوسط والصين والهند، إضافة إلى شرق أفريقيا وغرب أستراليا. وتبدأ الظاهرة في أوقات متفاوتة حسب الموقع الجغرافي، مع تباين في ذروتها وفترة استمرارها.
الموقع | بداية الخسوف الجزئي | بداية الخسوف الكلي | ذروة الخسوف الكلي | نهاية الخسوف الكلي | نهاية الخسوف الجزئي |
مصر | 6:28 مساءً | 8:31 مساءً | 9:12 مساءً | 9:53 مساءً | 12:00 صباحًا (تقريبي) |
الإمارات | 7:28 مساءً | 9:06 مساءً | 10:11 مساءً | 11:16 مساءً | 00:55 صباحًا (الاثنين) |
وفي البحرين، أعلنت السلطات أن سماء المملكة ستشهد خسوفًا كليًا، وهو الأول من نوعه منذ عام 2018، ومن المتوقع أن يتكرر رصده في 31 ديسمبر من عام 2028. يستمر الخسوف الكلي في مراحله المختلفة لمدة تصل إلى ساعة و22 دقيقة، بينما تبلغ المدة الإجمالية لجميع مراحل خسوف القمر حوالي 5 ساعات و27 دقيقة. ويُعد هذا الخسوف هو الثاني لهذا العام بعد خسوف مارس الماضي، ويمثل مقدمة لكسوف شمسي كبير مرتقب في 12 أغسطس 2026.
صلاة الخسوف: ضوابط وزارة الأوقاف وكيفية أدائها
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن خسوف القمر هو ذهاب ضوئه أو بعضه ليلًا نتيجة حيلولة ظل الأرض بين الشمس والقمر. وتُعد صلاة الخسوف سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما، فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي”.
وقد أعلنت وزارة الأوقاف أنها ستعمم ضوابط لإقامة صلاة الخسوف، والتي ستقتصر غالبًا على المساجد الكبرى. أما كيفية أدائها فهي كالتالي:
- تُصلّى صلاة الخسوف فرادى أو جماعة، سواء في البيوت أو المساجد.
- إذا صلاها الناس جماعة، يُنادَى لها بقول المنادي: “الصلاة جامعة”، ولا يؤذَّن لها لأن الأذان للصلوات المفروضة.
- تُصلّى ركعتين، وفي كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان.
- يُخطب الإمام بعد الصلاة، ويذكِّر المصلين فيها بعظمة الله وقدرته، ويحثهم على الاستغفار والرجوع إليه، والتوبة من الذنوب والمعاصي وفعل الخيرات، ويحذرهم من الغفلة عن الله سبحانه وتعالى.
- وقت صلاة الخسوف يبدأ من حدوث خسوف القمر وينتهي بانتهائه؛ لأنها مرتبطة بالسبب، فإذا فات السبب انتهى وقتها.
ويقتنص هواة الفلك ومحبو التصوير هذه الفرصة لتوثيق هذا الجمال الفلكي النادر، فيما يتوجه المسلمون إلى الصلاة والدعاء عند رؤية هذه الظاهرة، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.