مستقبل الدولة الفلسطينية على المحك.. خبير دولي يوضح كيف يقضي التوسع الإسرائيلي على الحلم التاريخي
كشف خبير في الشؤون الدولية أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الراهنة في قطاع غزة تمثل مخططًا لليمين المتطرف الإسرائيلي يهدف إلى تجاوز الاتفاقيات الدولية والقضاء على حلم إقامة الدولة الفلسطينية. يأتي هذا التصعيد بدعم من قادة إسرائيليين بارزين، ويستند إلى “بروتوكول هنيبال” لتحقيق ما يسمى بـ”إسرائيل الكبرى”. في المقابل، أكدت مصر رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدةً موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية.
مخطط اليمين المتطرف للقضاء على الدولة الفلسطينية
أوضح الدكتور هاني الجمل، خبير الشؤون الدولية، أن ما يجري في قطاع غزة يعكس توجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم قوي من وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن جفير. يهدف هذا التحرك إلى نسف فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة إلى إحراج الدول التي أبدت رغبتها في الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة القادمة. وأشار الجمل إلى توافق ضمني مع الموقف الأمريكي، الذي يظهر تباطؤًا في التعامل مع المقترحات المطروحة للتهدئة.
تداعيات إقليمية وتصعيد محتمل في المنطقة
حذر الدكتور الجمل من أن هذا التصعيد يشكل أزمة خطيرة لدول الجوار، خصوصًا بعد تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين عبر الحدود المصرية. هذه التصريحات، بحسب الجمل، تحرج النظام المصري وتعكس نية إسرائيلية أمريكية مشتركة لإفراغ قطاع غزة وتحويله إلى ما وصفه الرئيس الأمريكي بـ”ريفيرا الشرق الأوسط”. وتوقع الخبير أن يتبع ذلك تصعيد للعمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومن ثم امتدادها إلى جنوب لبنان بهدف ترسيخ الوجود الإسرائيلي هناك. وأكد الجمل أن هذا المسار يتعارض بشكل صارخ مع الموقف الفرنسي والأوروبي، الذي سعى لترسيخ التعايش على حدود 1967 من خلال تغيير أيديولوجي ومناهج تعليمية في فلسطين، خدمة لمصالح أوروبا في المنطقة.
“بروتوكول هنيبال” ومشروع “إسرائيل الكبرى”
أشار الجمل إلى أن العمليات الإسرائيلية تستند بشكل واضح إلى ما يُعرف بـ”بروتوكول هنيبال”. هذا البروتوكول يقوم على التضحية بالأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية لتحقيق التمدد الجغرافي للدولة اليهودية، ليس فقط من النيل إلى الفرات، بل عبر “ممر داود” كما صرح بن جفير. الهدف النهائي، وفقًا للجمل، هو إقامة دولة إسرائيلية قائمة على الإثنية والعرقية والدين ضمن ما يسمونه بـ”إسرائيل الكبرى”، حيث يسعى اليمين المتطرف لفرض مشروع ديني على حساب الدولة العلمانية. وحذر الخبير من أن هذا المسعى قد يدفع المنطقة إلى حالة من الفوضى الشاملة، تمهيدًا لما يُعرف بـ”الشرق الأوسط الجديد”.
موقف مصر الحاسم: رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
فيما يتعلق بالرد المصري على تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين، شدد الدكتور الجمل على أن القاهرة أبدت موقفًا حاسمًا وواضحًا.
- أكدت مصر أنها لن تشارك بأي شكل من الأشكال في عملية تهجير الفلسطينيين.
- شددت البيانات المصرية على أن القاهرة لن تكون أداة لمساعدة إسرائيل في إفراغ قطاع غزة من سكانه.
- كانت مصر الدولة الوحيدة التي عرقلت هذه المخططات، سواء بالتهجير الطوعي أو القسري، حفاظًا على حلم الدولة الفلسطينية.
ولفت الجمل إلى أن هذا الموقف يعكس الثوابت الراسخة للسياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، والتي أكدها الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأوضح أن مصر تنتهج دبلوماسية راقية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وحرصت دائمًا على كشف ما يجري في القطاع من إبادة جماعية ممنهجة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ونظام روما الأساسي. واختتم الجمل بالتأكيد على أن هذا الموقف هو جزء أصيل من عقيدة الدولة المصرية في مواجهة المخططات التي تستهدف الشعب الفلسطيني، وتجسيدًا للتوجه المصري الثابت في دعم القضية الفلسطينية بكل ما تملك من قوة.