تراجع تاريخي.. “تداول” تحت ضغط غير مسبوق بعد هبوط ملكية الأجانب | هل يتأثر استقرار السوق السعودية؟
شهدت السوق المالية السعودية “تداول” خلال شهر أغسطس 2025 تراجعاً ملحوظاً في ملكية المستثمرين الأجانب، حيث انخفضت قيمتها الإجمالية إلى 404.8 مليار ريال (108 مليارات دولار أمريكي) مسجلة خسارة قدرها 7.7 مليار ريال مقارنة بشهر يوليو. يأتي هذا الانخفاض بالتزامن مع تراجع المؤشر العام للسوق “تاسي” بنسبة 2.05% ليغلق عند مستوى 10,696.89 نقطة، ما يعكس ضغوطاً بيعية وتحركات تصحيحية.
تراجع ملكية الأجانب المؤهلين وتأثيره على السوق السعودية
يعود الجزء الأكبر من هذا التراجع إلى انخفاض ملكية المستثمرين الأجانب المؤهلين، وهم ركيزة أساسية لحركة سوق الأسهم السعودية. فقد تراجعت ملكياتهم من 330.32 مليار ريال في يوليو إلى 323.93 مليار ريال في أغسطس، بخسارة بلغت 6.4 مليار ريال (1.7 مليار دولار أمريكي). يوضح الجدول التالي ملخصاً لملكية المستثمرين الرئيسيين في سوق تداول خلال شهري يوليو وأغسطس 2025:
فئة المستثمرين | نهاية يوليو 2025 (مليار ريال) | نهاية أغسطس 2025 (مليار ريال) | التغير (مليار ريال) | التغير (مليار دولار أمريكي) |
---|---|---|---|---|
إجمالي ملكية المستثمرين الأجانب | 412.5 | 404.8 | -7.7 | -2.05 |
ملكية المستثمرين الأجانب المؤهلين | 330.32 | 323.93 | -6.4 | -1.7 |
ملكية المستثمرين السعوديين | 8564.0 | 8392.0 | -172.0 | – |
ملكية المستثمرين الخليجيين | 69.02 | 69.57 | +0.55 | – |
تباين أداء المستثمرين السعوديين والخليجيين في سوق الأسهم
لم يكن التراجع مقتصراً على المستثمرين الأجانب، بل شمل أيضاً ملكية المستثمرين السعوديين في السوق، حيث انخفضت إلى 8.392 تريليون ريال بنهاية أغسطس، مقابل 8.564 تريليون ريال في يوليو، أي بانخفاض بلغ 171.94 مليار ريال. يشير هذا إلى وجود اتجاه نسبي لتخارج بعض المستثمرين المحليين من سوق تداول. على النقيض من ذلك، شهدت ملكية المستثمرين الخليجيين ارتفاعاً طفيفاً، لتصل إلى 69.57 مليار ريال مقارنة بـ69.02 مليار ريال في يوليو، بزيادة قدرها 552.8 مليون ريال.
مؤشر تاسي يسجل تراجعاً ملحوظاً في أغسطس 2025
خسر المؤشر العام للسوق المالية السعودية “تاسي” 224 نقطة خلال شهر أغسطس، ما يعادل نسبة 2.05%. وأغلق المؤشر عند مستوى 10,696.89 نقطة، بعد أن كان قد سجل 10,920.27 نقطة في نهاية يوليو. وشهد المؤشر أعلى إغلاق يومي له في 6 أغسطس عند 10,946.74 نقطة، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي، ليتراجع تدريجياً حتى وصل إلى أدنى مستوياته في 31 أغسطس عند 10,678.98 نقطة، وذلك تحت ضغط بيعي وضعف في أحجام التداول.
مؤشر تاسي يفشل في اختراق مستويات المقاومة
خلال الفترة من 11 إلى 26 أغسطس، بذل مؤشر تاسي عدة محاولات لاختراق مستوى المقاومة الحاسم الذي يتراوح بين 10,966 و10,970 نقطة. لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، مما ساهم في استمرار تراجع السوق حتى نهاية الشهر. هذا الفشل في تجاوز المقاومة يُعتبر مؤشراً سلبياً في التحليل الفني، ويدفع السوق عادة نحو مستويات دعم أدنى.
تصحيح صحي أم أزمة هيكلية؟ خبراء يجيبون حول تراجع تداول
في تعليق خاص لشبكة “CNN الاقتصادية”، أوضح محمد الفراج، رئيس شركة “أرباح المالية”، أن التراجع الذي شهدته سوق الأسهم السعودية خلال أغسطس لا يعكس أزمة هيكلية. بل وصفه بأنه عملية “جني أرباح منظمة” تعقب فترات صعود، بالإضافة إلى ضعف عرضي في السيولة. وأكد الفراج أن هذا السلوك يُعد صحياً وطبيعياً للأسواق المالية الناضجة، مشيراً إلى أن التصحيحات الدورية هي جزء من دورة السوق الطبيعية.
توقعات أداء سوق الأسهم السعودية ومؤشر تاسي لشهر سبتمبر 2025
بناءً على التحليلات الحالية، توقع الفراج أن يتحرك مؤشر “تاسي” في نطاق محدد بين 10,500 و10,900 نقطة خلال شهر سبتمبر. وأشار إلى احتمالية حدوث ارتدادات انتقائية لبعض الأسهم، خاصة إذا جاءت أسعار النفط داعمة، وتحسنت معنويات السوق بفعل النتائج المالية الإيجابية للشركات الكبرى.
تغيرات في ملكية المستثمرين الأجانب داخل الشركات المدرجة
شهدت جلسة تداول 31 أغسطس 2025 تغييرات واضحة في ملكية المستثمرين الأجانب داخل 155 شركة مدرجة في السوق. ومن الأمثلة على ذلك، تراجعت ملكية المستثمرين الأجانب في شركات مثل “الأندية الرياضية” بنسبة 1.25%، لتصل إلى 3.16% من إجمالي أسهمها. تجدر الإشارة إلى أن ملكية المستثمرين الأجانب تشمل كافة الفئات، سواء المقيمين أو غير المقيمين، ولا تتضمن الملكية الاستراتيجية طويلة الأجل التي قد تحتفظ بها جهات معينة.
على الرغم من التراجعات التي شهدتها ملكية المستثمرين الأجانب والسعوديين، والسلبية المؤقتة في أداء مؤشر “تاسي”، إلا أن سوق الأسهم السعودية “تداول” تمر بمرحلة تصحيح طبيعية وليست أزمة شاملة. في ظل حالة الحذر السائدة، ينصح الخبراء المستثمرين بالتركيز على عدة عوامل أساسية:
- متابعة تحركات السيولة في السوق عن كثب.
- رصد أسعار النفط وتأثيرها على أرباح الشركات المدرجة.
- تحليل نتائج الشركات الكبرى المعلنة وفهم أدائها.
- التركيز على القطاعات الدفاعية التي تتميز باستقرار نسبي.
- اختيار الأسهم ذات التوزيعات النقدية الجيدة التي توفر عوائد مستمرة.