في مشهدٍ مهيب يغمره الإيمان والخشوع، يتدفق ضيوف الرحمن نحو جبل الرحمة في صعيد عرفات. ترتفع أصواتهم بـ “لبيك اللهم لبيك” تلبيةً لنداء الحج، وتتضرع الأكف بالدعاء إلى الله في هذا اليوم الفضيل. بعد غروب شمس يوم عرفة، يستعد الحجاج للانتقال إلى مشعر مزدلفة، ليقضوا ليلتهم هناك، تأسّيًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
تطويرات ضخمة حول جبل الرحمة: راحة الحجاج أولاً
حرصًا على الارتقاء بـ تجربة الحجاج وتسهيل أدائهم لمناسكهم، شهدت المنطقة المحيطة بـ جبل الرحمة تنفيذ مشروع تطوير شامل وكبير يهدف إلى تحقيق عدة أمور رئيسية:
-
تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
-
تحسين وتطوير المرافق الحيوية المحيطة بالجبل.
-
تسهيل حركة الحجاج وانتقالهم، مما يقلل من الازدحام.
خدمات متكاملة: تواجد مكثف للجهات الحكومية بمشعر عرفات
تشهد ساحات مشعر عرفات انتشارًا واسعًا ومكثفًا للجهات الحكومية بمختلف تخصصاتها، وذلك ضمن خطة تنظيمية متكاملة تضمن راحة وسلامة الحجاج. تشمل هذه الجهود:
-
تشغيل مستشفى جبل الرحمة وعدد من المراكز الصحية لتقديم الرعاية.
-
انتشار النقاط الإسعافية في جميع أنحاء المشعر لسرعة الاستجابة.
-
توفير الرعاية الصحية الفورية للحالات الطارئة التي قد تستدعي التدخل السريع.
-
تنظيم حركة الحشود لضمان أمن وسلامة كافة ضيوف الرحمن.
مسجد نمرة: جهود كِدانة لراحة ضيوف الرحمن
بالتزامن مع توافد الآلاف من الحجاج إلى مسجد نمرة للاستماع إلى خطبة عرفة، أتمت شركة كِدانة سلسلة من التجهيزات والتطويرات النوعية التي تهدف إلى توفير أقصى درجات الراحة لهم، ومن أبرزها:
-
تظليل مساحة ضخمة بلغت 85,000 متر مربع من الساحة.
-
تركيب 320 مظلة بالإضافة إلى 350 عمود رذاذ لتلطيف الأجواء.
-
القيام بعمليات تشجير مكثفة للمنطقة المحيطة بالمسجد لتخفيف حدة الحرارة.
-
تجهيز 60,000 متر مربع إضافية بمراوح رذاذ متطورة للمساهمة في تقليل تأثير حرارة الشمس.
جبل الرحمة: الأهمية التاريخية والدينية
يُعتبر جبل الرحمة، أو ما يعرف أيضًا بـ جبل عرفات، واحدًا من أشهر الجبال في مكة المكرمة، ويحمل قيمة دينية وتاريخية بالغة الأهمية. يتميز هذا الجبل بما يلي:
-
هو عبارة عن أكمة صغيرة يتسابق الحجاج للصعود عليها خلال يوم عرفة.
-
الوقوف عليه سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي وقف عند الصخرات الكبرى في طرف الجبل.
-
يُعرف الجبل بعدة أسماء تاريخية، منها: جبل الرحمة، وجبل إلال، وجبل النابت.
-
يُقال إن اسم “النابت” يُطلق على تلك الصخرات التي وقف عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.