رجاء الجداوي.. سيدة الأناقة والفن وزواجها الاستثنائي من حارس المرمى: حكاية لا تُنسى في ذكرى ميلادها

تحتفل الأوساط الفنية اليوم السبت 6 سبتمبر 2025 بذكرى ميلاد الفنانة القديرة رجاء الجداوي، التي رحلت عن عالمنا عام 2020 بعد مسيرة فنية تجاوزت ستة عقود. جمعت الجداوي بين الأناقة الفطرية والموهبة الاستثنائية، لتصبح أيقونة للجمال والرقي على الشاشات والمسارح المصرية. كما بقيت قصة زواجها من حارس المرمى حسن مختار إحدى أروع قصص الحب التي تحدت صعوبات الوسط الفني لأكثر من أربعين عامًا.

رجاء الجداوي: مسيرة أيقونة الأناقة وبداياتها الملهمة

وُلدت رجاء الجداوي في مدينة الإسماعيلية لأسرة مصرية عريقة تعود أصولها إلى الحجاز ونجد. كان والدها يعمل في مجال التجارة البحرية، بينما كانت والدتها شقيقة الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، التي تولت مسؤولية تربية رجاء وشقيقها فاروق بعد انفصال الوالدين. انتقلت رجاء إلى القاهرة لتعيش في كنف خالتها، وهناك التحقت بمدارس داخلية فرنسية، ما مكنها من إتقان لغات عدة مثل الفرنسية والإيطالية والإنجليزية بطلاقة. هذا التعليم الراقي منحها تميزًا خاصًا منذ صغرها وأضاف لشخصيتها لمسة من الثقافة الواسعة والرقي البالغ.
رجاء الجداوي

رجاء الجداوي: ملكة جمال وعارضة أزياء قبل عالم التمثيل

قبل أن تلمع نجوميتها في عالم التمثيل، سطعت رجاء الجداوي في عالم الأناقة والجمال. فقد كانت من أوائل عارضات الأزياء المصريات اللاتي تركن بصمة واضحة. حصدت رجاء الجداوي العديد من الألقاب الجمالية المرموقة التي فتحت لها أبواب الشهرة:

• ملكة جمال القطن المصري في الخمسينيات.
• لقب “سمراء القاهرة”.
• ملكة جمال حوض البحر المتوسط.

هذه الألقاب مهدت لها الطريق لتدخل عالم الفن بثقة، مزيجًا فريدًا من الثقافة والجمال والحضور الآسر الذي لا يُنسى.

أعمال رجاء الجداوي الخالدة: رحلة فنية في السينما والتلفزيون والمسرح

بدأت الفنانة رجاء الجداوي رحلتها مع عالم السينما عام 1958 من خلال فيلم “غريبة”. توالت بعدها مشاركاتها في العديد من الأعمال التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، لتثبت موهبتها الفنية المتنوعة عبر الشاشات المختلفة.

• **في السينما:** قدمت أفلامًا بارزة مثل “إشاعة حب” عام 1960 مع النجمين عمر الشريف وسعاد حسني، و”كرامة زوجتي” عام 1967 مع شادية وصلاح ذو الفقار. كما شاركت في أعمال مهمة منها “دعاء الكروان”، “موعد على العشاء”، “حنفي الأبهة”، “كركر”، و”تيمور وشفيقة”.
• **في التلفزيون:** تألقت في مسلسلات حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، مثل “أحلام الفتى الطائر”، “الدوامة”، “هند والدكتور نعمان”، “عائلة الحاج متولي”، و”اللص الذي أحبه”.
• **على المسرح:** كانت لها وقفات مميزة أمام النجم عادل إمام في مسرحيات كوميدية شهيرة منها “الواد سيد الشغال” و”الزعيم”.

لم تقتصر موهبة رجاء الجداوي على التمثيل فقط، بل خاضت تجربة تقديم البرامج من خلال برنامج “اسألوا رجاء” بالتعاون مع الإعلامي الشهير عمرو أديب، لتؤكد بذلك أنها فنانة شاملة ومتعددة المواهب.

الفنانة رجاء الجداوي

قصة حب رجاء الجداوي وحسن مختار: أيقونة الوفاء في الوسط الفني

تُعد قصة زواج رجاء الجداوي من حارس مرمى منتخب مصر والنادي الإسماعيلي، الكابتن حسن مختار، واحدة من أروع قصص الحب التي عرفها الوسط الفني. بدأت الحكاية بطريقة غير تقليدية أثناء عرضها لمسرحية “روبابيكيا” في السودان. لفت انتباهها لاعب كرة كان يجلس منشغلًا بقراءة كتاب، فأبدت دهشتها وسألت: “مين المثقف ده؟”، ليخبرها الحضور أنه حسن مختار، حارس المرمى. توالت اللقاءات بينهما، وسرعان ما تقدم الكابتن حسن مختار بطلب الزواج، لتجد فيه رجاء الجداوي شريك حياتها الذي كانت تبحث عنه.
تزوجا في أيام قليلة خلال نوفمبر 1970، واستمر زواجهما الناجح لمدة 45 عامًا، أثمر عن ابنتهما الوحيدة “أميرة”. على الرغم من طبيعة الوسط الفني المليئة بالتحديات، ظلت رجاء الجداوي وفية لزوجها حتى وفاته عام 2016، وكانت دائمًا تصفه بأنه “أعظم رجل في حياتها”، لتكون قصتهما مثالًا للحب الحقيقي والوفاء.

رجاء الجداوي: أيقونة الأناقة والذوق الرفيع

لم تكن رجاء الجداوي مجرد فنانة موهوبة، بل كانت كذلك أيقونة للذوق والأناقة التي لا تضاهى. اشتهرت بحرصها الشديد على مظهرها وتفاصيل إطلالاتها، سواء على الشاشة أو في حياتها الشخصية، ما جعلها نموذجًا يحتذى به في الأناقة والرقي. لم يكن الأمر مجرد اختيار للملابس، بل كان أسلوب حياة متكامل يعكس شخصيتها الواثقة والمثقفة. نجحت الفنانة القديرة في أن تجمع بين عملها كعارضة أزياء وممثلة، وبين المحافظة على صورتها كامرأة راقية تتميز بالثقافة والجمال والحضور البهي. كان جمهورها يرى فيها تجسيدًا للمرأة المصرية العصرية التي تجمع بين الأنوثة والقوة والرقي في آن واحد.

الفنانة رجاء الجداوي

الوداع الأخير: رحيل رجاء الجداوي متأثرة بفيروس كورونا

في مايو 2020، أصيبت الفنانة رجاء الجداوي بفيروس كورونا المستجد أثناء تصويرها لمسلسل “لعبة النسيان”. عانت الفنانة الكبيرة من مضاعفات المرض في مستشفى العزل بمدينة الإسماعيلية لمدة 43 يومًا، قبل أن ترحل عن عالمنا في 5 يوليو 2020 عن عمر يناهز 85 عامًا. كان خبر وفاتها بمثابة صدمة كبيرة للوسط الفني ولجمهورها العريض في كل مكان، حيث خسرت الشاشة العربية واحدة من أبرز نجماتها وأكثرهن تأثيرًا وحضورًا. أجمع زملاؤها في الوسط الفني على أنها كانت فنانة راقية بحق، تتسم بالطيبة والأخلاق الرفيعة داخل وخارج العمل، ولم تكن تعرف الخصومات أو الأزمات، بل كانت دائمًا حريصة على نشر البهجة والاحترام أينما حلت.