خريطة النزوح تتسع.. غزة تشهد نزوحًا جماعيًا ضخمًا واستهدافًا ممنهجًا للمباني السكنية يرسم واقعًا جديدًا.
تشهد مدينة غزة، شمال القطاع، تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق، دفع عشرات الأسر للنزوح قسرًا من منازلها. يأتي هذا في ظل إعلان جيش الاحتلال نيته استهداف المباني المتبقية في المنطقة، ضمن خطة واسعة لتوسيع عملياته العسكرية بهدف السيطرة الكاملة على المدينة، تنفيذًا لأوامر حكومية صدرت مؤخرًا.
توسيع العمليات العسكرية وأوامر الإخلاء في غزة
وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر عاجلة لسكان مدينة غزة بالإخلاء الفوري والتوجه نحو منطقة مواصي خان يونس، التي وصفها بأنها “منطقة إنسانية”. وتزامن هذا مع إعلان الاحتلال توسيع “المناورة البرية” ضمن ما أسماه عملية “عربات جدعون 2″، بهدف احتلال المدينة بالكامل. عقب هذه التوجيهات والتهديدات، بدأ الفلسطينيون بالنزوح جنوبًا عبر شارع الرشيد الساحلي، تحت وطأة القصف الإسرائيلي المتواصل.
استهداف الأبراج السكنية وتدمير المنازل
لم تتوقف الهجمة الإسرائيلية عند التهديدات، فقد وجه جيش الاحتلال إنذارات لعدد من المساكن والأبراج في مدينة غزة تمهيدًا لقصفها، مدعيًا وجود بنى تحتية تابعة لحركة “حماس” بداخلها أو بجوارها. في هذا السياق، تم تدمير برج السوسي السكني بالكامل، وهو برج كان يؤوي مئات النازحين. وقد تباهى وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بهذا التدمير بنشره مقطع فيديو يوثق لحظة قصف المبنى على منصة “إكس” معلقًا بعبارة “مستمرون”.
شهود عيان أفادوا بأن عائلات فلسطينية اضطرت لإلقاء أمتعتها من نوافذ المبنى بعد تلقيها إنذارات الإخلاء قبل القصف. وفي رد على هذه الممارسات، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن استهداف الأبراج والعمارات السكنية يشكل “جريمة حرب وتهجيرًا جماعيًا قسريًا” لمئات الآلاف من المدنيين، مشددًا على أن هذه الاعتداءات تتم دون وجود أي أهداف عسكرية حقيقية، وأنها تندرج ضمن “جرائم حرب واضحة تؤدي إلى تهجير جماعي”. وأشار المكتب إلى أن أبراج غزة تخضع لرقابة ولا يسمح بدخولها إلا للمدنيين، معتبرًا مزاعم الاحتلال حول استخدامها من قبل مقاتلي “حماس” جزءًا من سياسة التضليل الهادفة لدفع السكان إلى النزوح القسري.
من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، مؤكدة أن التصعيد الإسرائيلي واستهداف المباني المدنية يجبر المزيد من الفلسطينيين على النزوح بشكل متكرر. وأشارت المنظمة الدولية إلى تسجيل ثلاثة آلاف حالة نزوح من شمال القطاع إلى جنوبه خلال اليومين الماضيين فقط.
حصيلة الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم السبت، عن ارتفاع مأساوي في أعداد الضحايا نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر.
البيان | عدد الشهداء | عدد المصابين |
خلال الساعات الـ 24 الماضية | 68 شهيدًا (منهم 8 انتُشلوا من تحت الركام) | 362 مصابًا |
الحصيلة الكلية منذ 7 أكتوبر 2023 | 64,368 شهيدًا | 162,367 مصابًا |
ولا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة، ما ينذر بمزيد من الارتفاع في حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.