تطور غير مسبوق.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل أماكن العمل: هكذا يستفيد الموظفون منه
يشهد سوق العمل تحولاً غير مسبوق مع تغلغل أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث أفاد تقرير حديث بأن ثلاثة أرباع الموظفين باتوا يستخدمون هذه التقنيات في مهامهم اليومية. يعتمد الكثيرون على الذكاء الاصطناعي لتلخيص الملاحظات وأتمتة المهام وتحسين الإنتاجية، حتى قبل أن تضع شركاتهم سياسات واضحة تنظم هذا الاستخدام المتزايد.
كيف يدمج الموظفون الذكاء الاصطناعي في عملهم اليومي؟
بات الموظفون يجلبون أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم إلى بيئة العمل بشكل متزايد، وهي ظاهرة تُعرف باسم “أحضر ذكاءك الاصطناعي الخاص” (BYOAI). تتراوح هذه الأدوات بين مولدات النصوص مثل “تشات جي بي تي” وبرامج الأتمتة والتصميم، وكثيرًا ما تكون هذه الأدوات خارج نطاق رقابة أقسام تكنولوجيا المعلومات بالشركات. وتشير الدراسات إلى انتشار واسع لهذه الممارسة.
فئة الشركة | نسبة الموظفين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم |
الشركات الصغيرة والمتوسطة | حوالي 80% |
الشركات الكبرى | 78% |
يعكس هذا التوجه تطورًا طبيعيًا لسياسات سابقة سمحت للموظفين باستخدام أجهزتهم الشخصية (BYOD) قبل وضع بروتوكولات رسمية لإدارتها.
مخاطر الذكاء الاصطناعي غير المنظم وتحديات أمن البيانات
رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية، فإن استخدامه دون إشراف أو سياسات واضحة يولد مخاطر جسيمة. من أبرز هذه المخاطر تسرب البيانات الحساسة وحدوث أخطاء في اتخاذ القرارات المصيرية. وقد كشفت تقارير حديثة عن وقوع أخطاء متكررة بسبب الاعتماد على هذه الأدوات.
نوع الخطأ أو الاستخدام | نسبة الموظفين |
ارتكاب أخطاء بسبب أدوات الذكاء الاصطناعي | 6 من كل 10 موظفين |
الاعتراف بالاستخدام غير الصحيح | 57% |
إساءة استخدام الأدوات عمدًا | 44% |
مع قلة عدد الشركات التي تمتلك فرقًا متخصصة لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي، تبرز الحاجة الملحة إلى وضع سياسات وأطر عمل فعالة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول، وتفادي الانتهاكات القانونية والأمنية المحتملة.
استراتيجيات الشركات لتبني الذكاء الاصطناعي بأمان وفعالية
في ظل هذا التطور السريع، بدأت بعض المؤسسات الرائدة في تمكين موظفيها من استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومنضبطة. تعتمد هذه الشركات استراتيجيات متعددة تشمل:
* توفير أدوات ذكاء اصطناعي معتمدة وموثوقة مثل “سلاك للذكاء الاصطناعي Slack AI” و”آينشتاين Einstein” التي تضمن حماية البيانات.
* تدريب الموظفين على إدراك المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وكيفية تقليلها بفعالية.
* الاحتفاظ بسجلات واضحة ومفصلة لكيفية استخدام هذه الأدوات لضمان الشفافية والمساءلة.
* تحديد ما هو مسموح وما هو محظور بشكل استباقي وواضح ضمن سياسات الشركة.
* إشراك الموظفين في عملية وضع السياسات والإرشادات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لضمان قبولها وتطبيقها.
إن تبني هذا النهج الاستباقي يساعد الشركات على تعزيز الابتكار والإنتاجية دون التضحية بأمن المعلومات أو خصوصية البيانات، مما يمهد الطريق لبيئة عمل ذكية ومستدامة.