لأول مرة منذ 14 عامًا.. الفضة تسجل مستويات قياسية جديدة | تطور يغير حسابات المستثمرين

شهدت أسعار الفضة قفزات قياسية هذا الأسبوع، مسجلة أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا عند 42.29 دولار للأوقية في عقود ديسمبر الآجلة، بزيادة تقارب 40% منذ بداية العام. هذه الارتفاعات أكدت مكانة المعدن الأبيض كملاذ آمن أساسي في ظل تقلبات السوق، كما انعكست على السوق المصري بارتفاع الفضة بنحو 36%، لتبلغ أكثر من 65 جنيهًا بعد أن كانت 48 جنيهًا مطلع العام.

ارتفاع الفضة عالميًا ومحليًا: قفزات تاريخية

أكد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أن الفضة تواصل صعودها اللافت، لتصل إلى مستويات لم تشهدها منذ أربعة عشر عامًا. يأتي هذا الارتفاع المتسارع في وقت تشهد فيه أسعار الذهب قممًا قياسية جديدة، مما يدفع المستثمرين نحو الفضة، التي يطلق عليها “ذهب الرجل الفقير”، في توقعات بأن تحذو حذو الذهب وربما تتجاوز أعلى سعر تاريخي لها المسجل في يناير 1980 عند 50.36 دولار للأوقية.

اقرأ أيضًا: خسائر أسبوعية مُحتملة.. أسعار الذهب العالمية تتراجع

المؤشرالسعر الحالي (تقريبي)النسبة المئوية للارتفاع (منذ بداية العام)ملاحظات
الفضة العالمية (عقود ديسمبر الآجلة)42.29 دولار للأوقية40%الأعلى منذ 14 عامًا
الفضة في مصرأكثر من 65 جنيهاً36% (من 48 جنيهاً)
القمة التاريخية للفضة50.36 دولار للأوقيةسُجلت في يناير 1980

العوامل الرئيسية وراء صعود أسعار الفضة

أشار تقرير شعبة المعادن إلى أن هناك عدة عوامل أساسية تقود هذا الصعود الملحوظ في أسعار الفضة العالمية والمحلية. هذه العوامل تتراوح بين التوقعات الاقتصادية وتأثيرات الأسواق المالية العالمية، مما يعزز جاذبية المعادن الثمينة، ومنها الفضة، كأصول آمنة للاستثمار في أوقات الاضطراب.

  • توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية: تتزايد التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبدأ دورة تيسير نقدي بخفض أسعار الفائدة، بدءًا من اجتماع سبتمبر. يتوقع المحللون ثلاثة تخفيضات للفائدة هذا العام بعد بيانات الوظائف الأمريكية السلبية الأخيرة، مما يجعل الأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب والفضة أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن بدائل.
  • تقلبات أسواق السندات العالمية: تساهم المخاوف من ارتفاع التضخم وتزايد مبيعات الديون الحكومية في ارتفاع عوائد السندات، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أدوات تحوط أكثر أمانًا لمواجهة هذه التقلبات.
  • حالة عدم اليقين بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي: تزيد المخاوف حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي من قلق المستثمرين، مما يدفعهم نحو الاستثمار في المعادن الثمينة كحماية ضد المخاطر المحتملة.
  • المخاطر الموسمية بأسواق الأسهم: يُعرف شهرا سبتمبر وأكتوبر تاريخيًا بكونهما الأكثر صعوبة على أسواق الأسهم الأمريكية، وهذا يخلق بيئة متوترة في القطاعات المالية والعملات، مما يعزز من مكانة الفضة كمنافس قوي في فئة الأصول الآمنة.

الفضة تتجاوز كونها تابعًا للذهب: استثمار بحد ذاته

أكد إيهاب واصف أن الفضة لم تعد مجرد معدن يتبع حركة أسعار الذهب، بل تحولت إلى أداة استثمارية مؤثرة وذات قيمة مستقلة. مع استمرار التوترات الجيوسياسية حول العالم وتزايد المخاطر المالية الدولية، فإن الفرص مواتية للغاية لتجاوز سعر الفضة حاجز الخمسين دولارًا للأوقية في المدى القريب، مما يجعلها خيارًا استثماريًا واعدًا يسعى إليه الكثيرون لحماية رؤوس أموالهم.

اقرأ أيضًا: صفقة ضخمة.. 7.4 مليار جنيه قيمة صفقة بيع أسهم في أوراسكوم للإنشاء بالبورصة المصرية