قفزة 40% دفعة واحدة.. الفضة تتجاوز الذهب في المكاسب وتثبت دورها كملاذ آمن | خبراء يكشفون سر الإقبال مع قرار الفائدة
تجاوزت الفضة أداء الذهب كاستثمار آمن في عام 2025، محققة ارتفاعات قياسية بلغت 40% عالميًا، مدعومة بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة. في المقابل، سجل الذهب صعودًا بنسبة 36% فقط في التداولات العالمية منذ بداية العام، مما يؤكد مكانة الفضة كمنافس قوي ومؤثر في سوق المعادن الثمينة.
الفضة تتألق كملاذ آمن وتتجاوز أداء الذهب
واصلت الفضة قفزاتها القياسية هذا الأسبوع، مسجلة في عقود ديسمبر الآجلة مستوى 42.29 دولارًا للأوقية، وهو الأعلى منذ 14 عامًا. هذا الارتفاع، الذي يقارب 40% منذ بداية عام 2025، يؤكد مكانة الفضة كأحد أهم الملاذات الآمنة في ظل تقلبات السوق العالمية. وفي مصر، ارتفع سعر الفضة بنحو 36%، منتقلًا من حوالي 48 جنيهًا بداية العام إلى أكثر من 65 جنيهًا حاليًا. إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أوضح أن موجة الصعود الحالية تأتي بالتزامن مع ارتفاع الذهب إلى مستويات قياسية، مما يضع الفضة، التي يصفها المستثمرون بـ “ذهب الرجل الفقير”، في مسار للحاق بالمعدن الأصفر وربما تجاوز مستوياتها التاريخية، خاصة أن أعلى سعر سجلته كان 50.36 دولارًا في يناير 1980.
عوامل رئيسية تدعم صعود الفضة عالميًا
أشار إيهاب واصف إلى أن هناك عدة عوامل أساسية تدفع بصعود الفضة، مؤكدًا أنها لم تعد مجرد معدن تابع للذهب، بل أصبحت أداة استثمارية مؤثرة بحد ذاتها. وتشمل هذه العوامل:
- التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، والتي قد تبدأ من اجتماع الفيدرالي منتصف سبتمبر، حيث تتوقع الأسواق ثلاث خفضيات للفائدة هذا العام بعد البيانات السلبية للوظائف الأمريكية. فكلما اقتربنا من دورة التيسير النقدي الأمريكية، زادت جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب والفضة.
- تقلبات أسواق السندات العالمية، حيث أدت المخاوف من التضخم وتزايد مبيعات الديون الحكومية إلى ارتفاع عوائد السندات، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن أدوات تحوط أكثر أمانًا.
- حالة عدم اليقين بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، والتي ساهمت في تعميق قلق المستثمرين ودفعهم نحو المعادن الثمينة.
- التاريخ الصعب لأسواق الأسهم الأمريكية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، مما يخلق بيئة متوترة ويعزز من جاذبية الفضة كأصل آمن.
وشدد واصف على أن فرص تجاوز الفضة لمستويات الخمسين دولارًا ليست بعيدة على المدى القريب، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية والمخاطر المالية العالمية.
أداء الذهب في ظل صعود الفضة: مكاسب قياسية وتحديات
شهد الذهب ارتفاعًا في أسعاره خلال الأسبوع، حيث زاد سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 3.577.33 دولارًا للأونصة، وبلغت الأسعار أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3.582.71 دولارًا، مسجلة ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 3.7%، وهو الأفضل منذ يونيو. وارتفعت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.9% لتصل إلى 3.640.00 دولارًا. وتأتي هذه المكاسب مدفوعة ببيانات نمو الوظائف الأمريكية التي تراجعت بشكل حاد في أغسطس، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، مما يعزز احتمالية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا الشهر.
مقارنة بين أداء الذهب والفضة في عام 2025
توضح البيانات المالية الأداء المتباكي بين الذهب والفضة منذ بداية عام 2025، حيث حققت الفضة تقدمًا ملحوظًا في جاذبيتها كملاذ آمن:
المعدن | نسبة الارتفاع منذ بداية 2025 | أعلى سعر (عقود آجلة) |
الفضة | 40% (عالميًا) | 42.29 دولار للأوقية |
الذهب | 36% (عالميًا) | 3640.00 دولار للأوقية |
الذهب: ملاذ آمن رغم تباطؤ الطلب الفعلي
سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة تجاوزت 3578 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية، مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي ومخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأميركي. ورغم عمليات جني الأرباح التي حدت من المكاسب مؤقتًا، ارتفع الذهب بنحو 35% منذ بداية العام. فالسبائك، التي لا تدر فوائد، تميل إلى التألق عند انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع حالة عدم اليقين، مما يجعلها أصلًا آمنًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان. ومع ذلك، انخفض الطلب الفعلي على الذهب في أكبر مستهلكيه، الصين والهند، هذا الأسبوع نتيجة لارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية. بيانات احتياطيات الذهب لشهر أغسطس من البنك المركزي الصيني، والمقرر صدورها يوم الأحد، قد تقدم مزيدًا من الوضوح حول كيفية تأثر طلب البنوك المركزية بارتفاع أسعار السبائك. وقد زاد سعر الذهب بأكثر من 36% منذ بداية العام الجاري، بعد أن سجل ارتفاعًا بنسبة 27% في عام 2024، مدعومًا بضعف الدولار وعمليات شراء تقوم بها البنوك المركزية للمعدن النفيس، وتيسير السياسة النقدية، وحالة الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية واسعة النطاق.