جامعة الإمام تفتح أبوابًا جديدة.. تخصصات حديثة تغير مسار طلاب المستقبل
أطلقت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل أربعة تخصصات فرعية جديدة تشمل الذكاء الاصطناعي والصحة العامة والمحاسبة والمالية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى مواكبة التحولات المتسارعة في سوق العمل وتلبية احتياجاته المتجددة. يأتي هذا التوسع الأكاديمي ضمن إطار رؤية المملكة 2030 التي تركز على تنمية القدرات البشرية ودعم منظومة الاقتصاد المعرفي وتعزيز تنافسية الشباب السعودي.
تخصصات جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الجديدة ورؤية 2030
أكد رئيس الجامعة الدكتور فهد بن أحمد الحربي أن اعتماد هذه التخصصات الجديدة يمثل امتدادًا لنهج الجامعة المستمر في تحديث برامجها الأكاديمية باستمرار. وأوضح الحربي أن الهدف الرئيسي يتمثل في إثراء تجربة الطلاب وتزويدهم بفرص إضافية لاكتساب مهارات متقدمة، بما يسهم بشكل فعال في تعزيز تنافسيتهم على المستويين المحلي والدولي في مجالات العمل المختلفة. وأشار الدكتور الحربي إلى أن الجامعة تدرك تمامًا حجم التغيرات العالمية المتسارعة في ميادين متعددة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية الحديثة، مما يستوجب دمج مثل هذه التخصصات ضمن البرامج التعليمية لتوفير خيارات أوسع للطلاب تعزز فرصهم المستقبلية في التوظيف والابتكار.
الذكاء الاصطناعي: تخصصات مواكبة للمستقبل
تأتي هذه الخطوة تماشيًا مع مبادرة “الدرجات العلمية المخصصة ذاتيًا” المنبثقة من برنامج تنمية القدرات البشرية، والتي تمثل مسارًا مهمًا لإتاحة خيارات تعليمية متنوعة ومرنة للطلاب. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين الطلاب من بناء مسارات تعليمية تتوافق مع طموحاتهم الفردية ومتطلبات القطاعات الاقتصادية الناشئة والمتغيرة. من جانبه، أوضح نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور عبدالله بن محمد المهيدب أن التخصصات الجديدة صُممت وفقًا لأفضل الممارسات الأكاديمية العالمية، مؤكدًا أنها ستعزز جودة مخرجات الجامعة من خلال مواءمتها مع متطلبات القطاعات المختلفة، إضافة إلى دعمها لتنمية مهارات الطلاب وتزويدهم بالكفاءات اللازمة لمهن المستقبل التي تتطلب معرفة واسعة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
الصحة العامة والمحاسبة والمالية: تلبية احتياجات سوق العمل
أشار الدكتور المهيدب إلى أن البرامج الفرعية الجديدة ستكون متاحة اعتبارًا من الفصل الدراسي الحالي لطلاب عدد من الكليات في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل. وشدد على أن الجامعة وفرت منظومة إرشاد أكاديمي متكاملة لمساندة الطلاب الراغبين في الالتحاق بهذه التخصصات، لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة منها وتهيئتهم للمنافسة في سوق العمل. ويرى مراقبون أن إدراج تخصص الذكاء الاصطناعي تحديدًا يعكس وعي الجامعة بأهمية هذا المجال في رسم ملامح الاقتصاد العالمي المتطور، حيث لم يعد هذا التخصص مجرد خيار إضافي بل أصبح ضرورة تفرضها التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي تشهدها جميع القطاعات الحيوية.
أما تخصص الصحة العامة، فيأتي انسجامًا مع التوجه الوطني لتعزيز جودة الحياة والصحة الوقائية للمجتمع، إذ يتيح للطلاب فرصًا واسعة لدراسة قضايا صحية معاصرة، ويسهم في إعداد كوادر وطنية قادرة على خدمة المجتمع من خلال التخطيط لبرامج صحية وقائية وعلاجية أكثر فعالية. في حين يركز تخصص المحاسبة على تمكين الطلاب من اكتساب مهارات دقيقة في مجال إدارة الأموال والتحليل المالي، بما يفتح أمامهم أبوابًا واسعة في القطاعين العام والخاص، وهو ما يدعم توجه المملكة نحو تعزيز كفاءة المنظومة المالية والحوكمة الرشيدة. أما تخصص المالية، فيحظى بأهمية خاصة لكونه يعكس حاجة السوق الملحة إلى خبراء قادرين على التعامل مع الأدوات المالية الحديثة وأسواق المال، إضافة إلى تطوير قدرات تحليلية تساعد على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة في بيئة اقتصادية عالمية متغيرة.
تكامل المعارف وتنمية رأس المال البشري
تؤكد الجامعة أن هذه الخطوة لا تقتصر على مجرد إضافة تخصصات فرعية، بل تعكس فلسفة تعليمية جديدة ترتكز على تكامل المعارف والعلوم. يستطيع الطالب الآن الجمع بين تخصصه الرئيس وتخصص فرعي يعزز قدراته التنافسية ويوسع من خياراته المهنية المستقبلية، مما يمنحه ميزة تنافسية فريدة في سوق العمل. هذه التوجهات تأتي في إطار التزام جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل المستمر بتحديث منظومتها الأكاديمية لمواكبة المتغيرات العالمية المتلاحقة، بما يعزز دورها المحوري في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والإبداع، وهو ما يتماشى تمامًا مع مستهدفات التنمية الوطنية الشاملة ورؤية المملكة 2030 الطموحة.
كما يعكس اعتماد هذه التخصصات تطلع الجامعة إلى لعب دور أكبر في دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، لاسيما في ما يتعلق بتنمية رأس المال البشري وتزويد سوق العمل السعودي بكفاءات نوعية متميزة قادرة على المنافسة والريادة في مختلف المجالات الحيوية. يعتبر خبراء التعليم أن إتاحة هذه التخصصات الجديدة من الفصل الدراسي الحالي يعكس سرعة استجابة الجامعة للتغيرات المستمرة، وعدم الاكتفاء بالخطط طويلة المدى فقط، حيث باتت السرعة في التكيف مع احتياجات سوق العمل المتغيرة عنصرًا أساسيًا في نجاح أي مؤسسة أكاديمية مرموقة. ويرى العديد من الطلاب أن هذه الخطوة من شأنها أن تفتح أمامهم مسارات جديدة للتفوق الأكاديمي والمهني، لاسيما أنها تمنحهم ميزة الجمع بين تخصصين متكاملين، وهو ما يزيد من فرص توظيفهم ويساعدهم على تلبية المتطلبات المتنوعة للجهات التي يبحثون عن العمل فيها بعد التخرج.