شهد مسجد نمرة بمشعر عرفات ظهر اليوم مشهدًا إيمانيًا مهيبًا، حيث أدى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، اقتداءً بسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. جاء ذلك عقب استماعهم إلى خطبة يوم عرفة المؤثرة، والتي ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام. امتلأت جنبات المسجد وساحاته بقلوب خاشعة وألسنة متضرعة، في أجواء روحانية غمرت المكان.
#مباشر_واس | خطبة #عرفة وصلاتا الظهر والعصر بمسجد نمرة.#واس_حج46 | #واس_عام https://t.co/pwKNUz8qHQ
— واس العام (@SPAregions) June 5, 2025
مسجد نمرة.. تاريخ عريق وموقع استراتيجي في عرفات
يقع مسجد نمرة على مشارف مشعر عرفات، ويُعد من أبرز المعالم الدينية والتاريخية المرتبطة بفريضة الحج. عرف المسجد بأسماء عديدة عبر التاريخ، منها: “مسجد النبي إبراهيم”، و“مسجد عرفة”، و“مسجد عُرنة”، و“مسجد الخليل”. يعود تأسيسه إلى منتصف القرن الثاني الهجري في عهد الخلافة العباسية، وقد شهد أكبر توسعة في تاريخه خلال العهد السعودي، ليصبح تحفة معمارية تتجاوز مساحتها 110 آلاف متر مربع، ما يمكنه من استيعاب حوالي 350 ألف مصلٍ في وقت واحد.
تصميم مسجد نمرة الضخم وتقنياته المتطورة
يتميز مسجد نمرة بتصميم فريد يجمع بين الأصالة والحداثة، حيث يضم ست مآذن شامخة بارتفاع 60 مترًا لكل منها، وثلاث قباب تزين سقفه. لتسهيل حركة الحجاج، يحتوي المسجد على 10 مداخل رئيسية تضم 64 بابًا، مما يضمن دخول وخروج الحجاج بانسيابية عالية. كما يتضمن المسجد غرفة بث إذاعي متطورة مجهزة بأحدث التقنيات لنقل خطبة عرفة وصلاتي الظهر والعصر مباشرة إلى العالم أجمع عبر الأقمار الصناعية. هذا المشهد يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتيسير أداء النسك والشعائر على ضيوف الرحمن.
انسيابية وتنظيم.. خدمات متكاملة لراحة ضيوف الرحمن بمسجد نمرة
شهد المسجد تنظيمًا محكمًا وانسيابية ملحوظة في حركة الدخول والخروج، بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية. حرص القائمون على شؤون الحج على توفير خدمات متكاملة لضمان راحة وسلامة الحجاج داخل المسجد ومحيطه، شملت توفير المياه والتهوية والمظلات، بما يتناسب مع طبيعة الأجواء الحارة في هذا اليوم العظيم.
يُعد مسجد نمرة بلا شك من أبرز المعالم في مشعر عرفات، فهو المكان الذي تُلقى منه خطبة الحج سنويًا، وتقام فيه شعيرة عظيمة تُعد من ركائز الركن الخامس من أركان الإسلام. ويأتي كل هذا في ظل اهتمام بالغ من القيادة الرشيدة بالمملكة، لضمان أعلى درجات التنظيم والتيسير في هذا اليوم المبارك، الذي يُعد من أهم أيام الحج.