تطور جديد.. أسعار الذهب تخالف التوقعات وتواصل الصعود | ماذا يعني ذلك للسوق المحلي وعيار 21 بعد بيانات التوظيف الأمريكية؟
شهدت أسعار الذهب مكاسب أسبوعية هي الأكبر في ثلاثة أشهر، مدفوعة بتزايد التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة الأمريكية بعد بيانات ضعيفة لسوق العمل. ارتفع سعر الأونصة عالميًا ليلامس مستويات تاريخية جديدة بلغت 3578 دولارًا الأسبوع الماضي، ما عزز جاذبية المعدن النفيس كأداة تحوط في ظل التقلبات الاقتصادية.
الذهب العالمي: مكاسب أسبوعية ومستويات قياسية جديدة
شهدت أونصة الذهب العالمية أداءً قويًا الأسبوع الماضي، حيث استقرت التداولات النهائية يوم الجمعة بعد تحقيق قفزات ملحوظة. يأتي ذلك في ظل زخم شرائي مستمر دفع المعدن النفيس لتسجيل أرقام غير مسبوقة.
توضح البيانات التالية أداء الذهب خلال تداولات الجمعة وما سبقه من مستويات قياسية:
البيان | القيمة (دولار للأونصة) |
أعلى مستوى يوم الجمعة | 3561 |
سعر الافتتاح يوم الجمعة | 3545 |
سعر التداول الأخير يوم الجمعة | 3548 |
أعلى مستوى تاريخي (الأربعاء الماضي) | 3578 |
ضعف سوق العمل الأمريكي يدفع لتوقعات خفض الفائدة
جاءت المكاسب الأخيرة في أسعار الذهب على خلفية بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تراجعًا في زخم التوظيف بالولايات المتحدة. فقد شهدت طلبات إعانة البطالة ارتفاعًا فاق التوقعات، بينما كشف تقرير صادر عن شركة “ADP” عن نمو أقل من المتوقع في عدد وظائف القطاع الخاص لشهر أغسطس. هذه المؤشرات عززت من التوقعات بضعف مستمر في سوق العمل.
يتجه المستثمرون الآن لرفع احتمالات قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة قريبًا، وهو ما يصب في صالح جاذبية الذهب. الأضواء تتجه بقوة نحو تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر، والذي يُتوقع أن يُظهر إضافة حوالي 75 ألف وظيفة فقط. إذا جاءت هذه البيانات أضعف من المتوقع، فمن المرجح أن يعزز ذلك التوجه نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر يومي 16 و17 سبتمبر. تشير العقود الآجلة إلى أن الأسواق تُسعّر احتمال الخفض بنسبة تتجاوز 96%. يظل الذهب في نطاق مرتفع مع مستوى دعم قوي يتراوح بين 3450 و3500 دولار للأونصة. وتشير التوقعات إلى إمكانية استهداف مستويات 3600 دولار ثم 3650 دولارًا في حال جاءت بيانات الوظائف القادمة أضعف مما هو متوقع.
البنوك المركزية تواصل تعزيز احتياطاتها من الذهب
في جانب الطلب الرسمي، كشف مجلس الذهب العالمي عن استمرار البنوك المركزية حول العالم في تعزيز احتياطاتها من المعدن النفيس. فقد أضافت هذه البنوك ما مجموعه 10 أطنان من الذهب خلال شهر يوليو الماضي.
كان البنك الوطني الكازاخستاني في صدارة المشترين بإضافة 3 أطنان، فيما واصلت عدة بنوك مركزية أخرى عمليات الشراء المنتظم للذهب، ومنها:
- البنك المركزي الصيني
- البنك المركزي التركي
- البنك المركزي التشيكي
تأتي هذه الخطوات ضمن توجه عالمي نحو التحوط من تقلبات العملات والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة. سجل البنك المركزي الصيني شراء الذهب للشهر التاسع على التوالي، بإجمالي 36 طنًا خلال هذه الفترة. أما تركيا، فقد استمرت مشتريًا صافيًا للذهب منذ شهر يونيو 2023.
تذبذب الذهب محليًا وارتباطه بالأسواق العالمية
في السوق المحلي، شهد سعر الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في مصر، بعض التذبذب خلال الأيام الماضية. افتتحت تداولات الجمعة عند 4820 جنيهًا للجرام، ثم تراجعت لتسجل 4815 جنيهًا، وذلك بعد خسارة بلغت 15 جنيهًا يوم الخميس.
يرجع الخبراء هذا التذبذب إلى الارتباط المباشر بين السعر المحلي وحركة الذهب في الأسواق العالمية. ومع استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري خلال الفترة الأخيرة، أصبح التأثير الأساسي على تسعير الذهب محليًا مرتبطًا بتحركات سعر الأونصة على المستوى العالمي. يتوقع المحللون أن تشهد أسعار الذهب المحلية تحركًا قويًا حال صدور بيانات اقتصادية أمريكية أضعف من المتوقع، وهو ما قد يدفع السعر العالمي إلى مستويات قياسية جديدة وسينعكس فورًا على السوق المحلي.
توقعات المرحلة المقبلة: مزيد من المكاسب للذهب
يبقى الاتجاه العام لأسعار الذهب مدعومًا بمجموعة من العوامل المتعددة. هذه العوامل تشمل استمرار ضعف الدولار الأمريكي، وتباطؤ سوق العمل، وتزايد المخاوف الجيوسياسية، بالإضافة إلى التوقعات القوية بخفض أسعار الفائدة العالمية. كل هذه العوامل تجعل المعدن الأصفر مرشحًا لمزيد من المكاسب على المدى القريب، سواء على الصعيد العالمي أو في السوق المصري.
يرجح المحللون أن يحاول الذهب المحلي الثبات أعلى مستوى 4800 جنيه للجرام، استعدادًا لاختبار مستوى 4850 جنيهًا في حال استمرار الزخم الإيجابي في الأسواق العالمية.