تطور مفاجئ.. أسعار الذهب اليوم تحير الخبراء | هل بلغت الذروة أم أن هذا الصعود مجرد بداية؟
أعطت بيانات التوظيف الأمريكية المخيبة للآمال الضوء الأخضر للاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من الشهر الجاري، مما دفع أسعار الذهب نحو مستويات قياسية. ولامس المعدن الأصفر لفترة وجيزة حاجز 3600 دولار للأوقية قبل أن يستقر عند مستويات مرتفعة، مسجلاً أفضل أداء له منذ منتصف مايو الماضي، وسط ترقب الأسواق لقرارات السياسة النقدية المرتقبة.
الاحتياطي الفيدرالي يمهد لخفض الفائدة بعد بيانات وظائف ضعيفة
استقر مسار السياسة النقدية يوم الجمعة بعد أن كشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن الاقتصاد الأمريكي لم ينجح في توفير سوى 22 ألف وظيفة جديدة في أغسطس، وهو رقم جاء أقل بكثير من التوقعات. وقد وفرت هذه البيانات الاقتصادية الضعيفة دعماً قوياً للذهب، الذي ارتفع سعره الفوري بأكثر من 1% خلال اليوم، ليصل إلى 3590.70 دولار للأوقية في آخر تداول له. بهذا الارتفاع المفاجئ، تكون أسعار الذهب قد قفزت بأكثر من 4% خلال هذا الأسبوع، مسجلة أفضل مكاسب لها منذ منتصف شهر مايو الماضي عندما كانت الأسعار تتداول حول مستوى 3300 دولار للأوقية.
تراجع مؤشرات سوق العمل يعزز صعود الذهب
جاء تقرير الوظائف غير الزراعية الصادر يوم الجمعة ليختتم أسبوعاً حافلاً ببيانات سوق العمل التي جاءت جميعها مخيبة للآمال. ففي وقت سابق من الأسبوع، أعلنت شركة ADP المتخصصة في معالجة رواتب القطاع الخاص عن نمو في الوظائف أضعف من المتوقع، كما أشارت وزارة العمل الأمريكية إلى انخفاض حاد في فرص العمل خلال يوليو، وفقاً لمسحها الشهري لفرص العمل ودوران العمالة المعروف بـ JOLTS. ويرى المحللون أن هذا التراجع في مؤشرات سوق العمل يعزز بشكل كبير من توقعات خفض أسعار الفائدة، مما يدعم أسعار الذهب.
ويعتمد صعود سعر المعدن النفيس على عدة عوامل رئيسية، بحسب خبراء السوق:
- الطلب الاستثماري القوي والمتزايد على الذهب كملاذ آمن.
- عمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية حول العالم.
- الطلب على الملاذ الآمن المدفوع بارتفاع المخاطر الجيوسياسية والمخاوف التجارية العالمية.
توقعات الخبراء لمسار الذهب: مستويات قياسية مرتقبة
رغم الدعم القوي الذي يحظى به الذهب في ظل ترقب الأسواق لخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، يتساءل العديد من المحللين عن مدى استمرارية هذا الارتفاع. فبينما يظل الشعور العام على المدى الطويل متفائلاً جداً تجاه الذهب، يرى بعض المحللين أن السوق قد وصل إلى حالة من التشبع الشرائي من الناحية الفنية.
صرح لقمان أوتونوجا، كبير محللي السوق في FXMT: “كان الزخم الهائل للذهب يوم الجمعة أشبه بقطار مسرع يتجه نحو المستوى النفسي 3600 دولار”. وأضاف أن العوامل الأساسية ترجح كفة المضاربين على ارتفاع الذهب، مع توقعات بالمزيد من الارتفاع ونقطة توقف أولى عند 3600 دولار. ومع ذلك، حذر أوتونوجا من أن المؤشرات الفنية تظهر حالة تشبع شرائي كبيرة مع احتمال حدوث تصحيح وشيك، مشيراً إلى أنه إذا تراجعت الأسعار دون 3570 دولاراً، فقد يستهدف المضاربون على الانخفاض مستويات 3540 دولاراً وربما 3500 دولار قبل استئناف الارتفاع.
من جانبه، توقع أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أن الزخم الحالي للذهب قد يدفعه للوصول إلى 3800 دولار للأوقية خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، مدعوماً بتراكم أسس خفض أسعار الفائدة وبعض المخاطر الجيوسياسية. كما أكد روبرت مينتر، مدير استراتيجية صناديق الاستثمار المتداولة في شركة أبردين، أن الذهب في طريقه لتحقيق هدفه بنهاية العام عند 3700 دولار للأوقية، معتبراً أن السعر لم يتجاوز الحد أو يرتفع بسرعة كبيرة، نظراً للطلب الهيكلي المرتفع من البنوك المركزية والزيادة قصيرة الأجل في طلب المستثمرين بناءً على تخفيضات أسعار الفائدة الوشيكة.
| الوصف | السعر المقدر (دولار أمريكي للأوقية) |
| آخر سعر تداول للذهب الفوري | 3590.70 |
| مستوى قياسي لمسه الذهب لفترة وجيزة | 3600 |
| نطاق التداول السابق قبل الارتفاع الأخير | حوالي 3300 |
| مستوى حاسم قد يؤدي للانخفاض إذا كسر | 3570 |
| مستويات محتملة للتصحيح في حال الانخفاض | 3540، 3500 |
| هدف شركة أبردين لسعر الذهب بنهاية العام | 3700 |
| هدف ساكسو بنك لسعر الذهب في الأشهر القادمة | 3800 |
التضخم وقرارات السياسة النقدية: نظرة على المستقبل
يرى بعض المحللين أن مفتاح استمرار ارتفاع الذهب يظل في يد الاحتياطي الفيدرالي. فعلى الرغم من أن التوقعات تشير إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، إلا أن البعض يرى أن تحركاً أكثر حزماً قد يكون ضرورياً لدعم زخم الذهب بشكل أكبر.
وأشار مايكل براون، كبير محللي السوق في بيبرستون، إلى أن مخاطر التضخم التصاعدية قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة، إلا أنه يرى في أي تراجع لسعر الذهب فرصة محتملة للشراء. كما نوه آرون هيل من شركة إف بي ماركتس إلى أن بيانات التضخم المنتظرة الأسبوع المقبل، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ومؤشر أسعار المنتجين (PPI)، قد تلعب دوراً مهماً في تحديد مسار الذهب. وأضاف هيل أنه إذا انخفض التضخم بشكل ملحوظ في أغسطس، فقد يعزز ذلك مبررات خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وإن كان من غير المرجح أن يكون هذا كافياً لترجيح كفة خفض الفائدة بهذا المقدار الكبير.
ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أنه حتى لو لم يكن الاحتياطي الفيدرالي مستعداً لخفض سعر الفائدة بشكل حاد في اجتماع واحد، فإن دورة تخفيف مطولة لأسعار الفائدة قد توفر الدعم المستمر والمطلوب للمعدن النفيس على المدى الطويل.
