تخمة المعروض تضرب الأسواق.. أسعار النفط تسجل تراجعًا جديدًا وسط ترقب عالمي
تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ في ختام تعاملات يوم الخميس، مدفوعة بزيادة مفاجئة في مخزونات الخام الأمريكية، بالتزامن مع ترقب الأسواق لنتائج اجتماع تحالف “أوبك+” المنتظر الذي قد يقرر رفع مستويات الإنتاج بدءًا من أكتوبر المقبل. وقد أدى هذا التطور إلى هبوط سعر خام برنت القياسي إلى 66.99 دولارًا للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط 63.48 دولارًا.
تراجع أسعار النفط العالمية: تفاصيل الخسائر
شهدت أسواق النفط العالمية تراجعاً ملحوظاً في أسعارها، حيث أغلق خام برنت القياسي لتسليم شهر نوفمبر عند 66.99 دولارًا للبرميل، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 0.9%، أي ما يعادل 61 سنتًا. ولم يكن خام غرب تكساس الوسيط (نايمكس) بمعزل عن هذا التراجع، إذ انخفضت عقوده لتسليم شهر أكتوبر بنسبة 0.77%، لتستقر عند 63.48 دولارًا للبرميل، بخسارة بلغت 49 سنتًا. يوضح الجدول التالي تفاصيل هذا الانخفاض:
| نوع الخام | تاريخ التسليم | السعر الجديد | نسبة التراجع | قيمة التراجع |
| خام برنت القياسي | نوفمبر | 66.99 دولارًا للبرميل | 0.9% | 61 سنتًا |
| خام غرب تكساس الوسيط (نايمكس) | أكتوبر | 63.48 دولارًا للبرميل | 0.77% | 49 سنتًا |
زيادة مخزونات الخام الأمريكية تثير القلق في الأسواق
جاء هذا الانخفاض في أسعار النفط عقب إعلان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) عن ارتفاع غير متوقع في المخزونات التجارية من النفط الخام. فقد زادت المخزونات بنحو 2.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس، وهو ما خالف التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 2 مليون برميل. أثارت هذه البيانات حالة من الحذر الشديد في الأسواق، حيث يُنظر إلى ارتفاع المخزون على أنه مؤشر واضح على ضعف محتمل في الطلب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تُعد أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة في العالم. هذا التزايد في المعروض قد يضغط بشكل أكبر على أسعار النفط العالمية.
أنظار السوق تتجه نحو اجتماع “أوبك+” المرتقب
في المقابل، يترقب المستثمرون والخبراء نتائج اجتماع تحالف “أوبك+” المقرر عقده يوم الأحد. يُتوقع أن يتناول الاجتماع إمكانية تخفيف قيود الإنتاج بدءًا من شهر أكتوبر المقبل. يأتي هذا الترقب في ظل سعي بعض الدول الأعضاء إلى تعويض حصصها السابقة واستعادة حصص سوقية أكبر، خاصة في ظل ارتفاع نسبي في الطلب العالمي. ويرى محللون أن أي قرار بزيادة الإنتاج قد يؤدي إلى تعزيز العرض العالمي من الخام، مما سيضع ضغوطًا إضافية على الأسعار. هذا السيناريو يحدث في وقت ما تزال فيه الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية تخيم على توقعات النمو في عدد من الاقتصادات الكبرى، مما يزيد من تعقيد مانشيت العام لسوق النفط.
توقعات حذرة ومستقبل أسعار النفط
يؤكد مراقبون أن سوق النفط تتسم حاليًا بـ”الحذر الشديد” نظرًا للتباين بين مؤشرات الطلب ومستويات المخزون، إضافة إلى تذبذب العوامل الجيوسياسية التي تؤثر بشكل مباشر على مسارات أسعار الطاقة. وتظل أسعار النفط رهينة لمجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها تحركات تحالف “أوبك+”، وبيانات المخزونات الأمريكية التي تعكس قوة أو ضعف الطلب، وتوقعات النمو الاقتصادي العالمي. يرى خبراء أن أي قرارات مستقبلية بشأن مستويات الإنتاج سيكون لها تأثير مباشر على توازن العرض والطلب، وبالتالي على مسار الأسعار خلال الأشهر المقبلة. هذا الوضع يجعل الأسواق في حالة ترقب حذر لأي إشارات قادمة من كبار المنتجين حول العالم، سعيًا لتحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط.