لبيك اللهم لبيك.. تتجه قلوب الملايين من المسلمين حول العالم مع بداية العشر الأوائل من ذي الحجة، نحو مشهد روحاني مهيب ينتظرونه بفارغ الصبر كل عام، ألا وهو يوم عرفة العظيم. إنه اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات، ويُعدّ من أعظم أيام السنة مكانةً عند الله عز وجل. فهو يوم يفيض بالخيرات والبركات والمغفرة التي لا تُحصى، ويكفي أن الله تعالى يُباهي بعباده الملائكة فيه، ويعتق من النار من يشاء، ويغفر الذنوب، ويستجيب الدعوات. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على عظمة هذا اليوم بقوله: “ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة.”
متى يوم عرفة 2025؟ تعرف على الموعد الشرعي
وفقًا لما أعلنته دار الإفتاء المصرية والعديد من الدول الإسلامية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فإن موعد يوم عرفة لهذا العام 2025 سيوافق يوم الخميس 5 يونيو 2025. لكن من الناحية الشرعية، تبدأ نفحات هذا اليوم المبارك مع غروب شمس يوم الأربعاء 4 يونيو، وتستمر حتى فجر يوم الجمعة 6 يونيو. هذه الفترة هي التي يحرص فيها المسلمون على الإكثار من العبادات والدعاء والاستغفار، سواء كانوا من الحجاج الواقفين على جبل عرفات أو من المقيمين في بيوتهم حول العالم، مع التأكيد على فضل صيام يوم عرفة لغير الحجاج.
أعمال لا تفوتها في يوم عرفة.. اغتنم كنوز هذا اليوم العظيم
إن يوم عرفة ليس مجرد يوم صيام عادي، بل هو فرصة ذهبية لا تعوض، تدعوك لتفتح صفحة جديدة صادقة مع الله بقلب مطمئن ونفس مرتاحة. إنه الوقت المناسب للتوبة الصادقة وتحقيق الأمنيات والدعوات التي طالما رجوتها، وفرصة عظيمة للتقرب إلى الخالق. أما الحجاج، فهم على موعد مع تجربة روحانية فريدة على جبل عرفات، حيث كل لحظة وكل دقيقة فيه مليئة بالفرص العظيمة للرجوع إلى الله. وإليك من أفضل الأعمال التي يمكن اغتنامها في يوم عرفة:
- الصيام: هو سنة مؤكدة لغير الحجاج، وأجره عظيم جدًا، حيث يكفر ذنوب السنة الماضية والقادمة، وهو فرصة لا تقدر بثمن لغسل الصحائف.
- كثرة الذكر: اغتنم هذا اليوم بالإكثار من التكبير والتهليل والتسبيح. هذه الأذكار كانت من السنن التي يحرص عليها الصحابة الكرام في هذا اليوم المبارك.
- الدعاء المستمر: يُعد الوقوف بعرفة والدعاء فيه أفضل وقت يُرجى فيه القبول. فاجتهد في الدعاء لنفسك ولأهلك ولأمتك الإسلامية جمعاء، فربما تكون دعوتك هي مفتاح فرج لكثيرين.
- كثرة الاستغفار والتوبة: في هذا اليوم تكون أقرب ما تكون إلى الله. إنها فرصة عظيمة لمن يريد أن يفتح صفحة جديدة ناصعة البياض والرجوع إلى الله كيوم ولدته أمه.
- الصدقة وصلة الرحم: من أحب الأعمال إلى الله، فهي تزيد في الأجر وتجلب راحة القلب وانشراح الصدر، وتُبارك في الأرزاق والأنفس.